بنت النعمة
المزاج : نشكر الله الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: دموع لها ثمن الأحد 01 نوفمبر 2009, 1:14 am | |
| دموع لها ثمن
كان وحيد هو الابن الوحيد لأمه السيدة التقية ، فقد مات أبوه و هو صغير وكرست أمه حياتها له ونشأ في الكنيسة وتناول كل يوم أحد وحضر مدارس الأحد ... ولما بلغ سن الشباب تصادق مع شلة أبعدته عن الله تدريجيا دون أن يدري ، فبدأ يذهب للكنيسة مرة في الشهر إرضاء لأمه ويتناول في خميس العهد دون اعتراف إرضاء لضميره لاحظت أم وحيد هذه التغيرات بحزن و حاولت أن تنصحه و كانت دائمة الصلاة لأجله ولكن الأمر ازداد سوءا ، فترك الكنيسة نهائيا و عامل أمه الحنون بكل قسوة ، فكان يطلب منها الأموال التي تفوق استطاعتها و عندما ترفض يتطاول عليها بالشتائم حتى وصلت للضرب أحيانا. كانت تقول له : يا بني إني مستعدة أن أعطيك عمري و ليس كل ما أملك فقط ، لو أنك تستغل هذه الأموال في أي شئ صالح ولا تبعد عن المسيح ، تذكرت أم وحيد القديسة مونيكا التي كانت تبكي على ابنها حتى قال لها الأسقف : ثقي يا امرأة لا يمكن أن يهلك ابن هذه الدموع ، فكانت تتمسك في صلاتها بهذا الأمل ..... ولكن وحيد كان يتمادى في الشر. و في أحد الأيام خرج مع أصدقائه و سهر حتى الصباح في إحدى الملاهي المشبوهة وشرب الخمر حتى الثمالة و سكر هو والذين معه ، وفي الفجر قرر أن يقود سيارة صديقه رغم إنه لا يملك رخصة وكان كلاهما يترنح من الخمر ، فوافقه صديقه ، فأخذ السيارة وسار بها بسرعة جنونية و إذا به يصدم سيدة تسير في الشارع ، فوقعت وسالت منها الدماء .... ماذا يعمل ؟ ليس معه رخصة ؟ أفضل شئ أن يهرب و بينما هو يستدير لاحت منه نظرة للسيدة التي سيتركها تقابل الموت في الشارع و .... يا للهول .... يا للكارثة ..... إنها أمه ، نعم أمه التي عندما تملكها الجزع على ابنها الوحيد وحيد ، خرجت لتبحث عنه في الشوارع ، وها هي ستدفع عمرها ثمنا لطيشه و رعونته . لم يستطع وحيد أن يتحرك و تجمد تفكيره ، ماذا يفعل ؟ شاهد شريط حياته الأسود أمام عينيه ، هل وصل به الأمر لهذه الدرجة أن يقتل أمه التي كانت مستعدة أن تعطيه عمرها لو سار في طريق المسيح ، هاهي فعلا تدفع عمرها ثمنا لبعده عن المسيح . جذبه صديقه من ذراعه قائلا : هيا نهرب قبل أن يأتي البوليس وإلا فمصيرنا السجن ... ولكن لأول مرة في حياته يعصي صديقه ويقول له بحزم شديد : لا يا صديقي اهرب أنت أما أنا فلن أترك أمي ثانية حملها على كتفه و دماءها تقطر و قلبه يبكي دما وهو يفكر كم من مرة كسر قلبها و تحدى نصائحها ، كم من مرة سمعها وشاهدها وهي تبكي عليه و لم يستجب قط لتوسلاتها. وعندما نقلها للمستشفى واحتاجت لنقل دم أسرع وتبرع بدمه ، وبعد أنا أفاقت وتلاقت عينيها بعينيه الدامعتين ، قال لها أريدك أن تشفي يا أمي وأنا مستعد أن أفعل أي شئ لأجلك ، مستعد أن أعطيك عمري . قالت له : " يا بني يا حبيبي أنا سأمضي لربي وحبيبي يسوع ولا أتمنى سوى شيئا واحدا فقط أن تعطي عمرك لمن سبق وأعطاك حياته ومات لأجلك على الصليب " قبل وحيد يدي أمه وهو يقول لها أعدك يا أمي.
وهو مات لاجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات لاجلهم | |
|