+ مزمور 75 +

موضوع: + مزمور 75 + الأربعاء 04 نوفمبر 2009, 7:59 am

+ مزمور 75 +

----------------

هل سمعت دعوة الله للخلاص ؟

تأملوا بقراءة المزمور بكل هدوء وخشوع ..............

يمتاز هذا المزمور بعمق الأفكار الروحية ومن ميزات هذا المزمور انه يصور لنا الله قريباً جداً من الإنسان العابد الذي يأتي إليه بروح خاشع متعبد وكذلك يصور لنا المؤمنين وهم يهللون ويتحدثون بعجائب الله ويسبحونه لأجل صلاحه فهو إله يستحق كل حمد وعبادة وهو قريب من كل الذين يدعونه الذين يدعونه بالحق وهو يعين ميعاداً لكل شيء ويقضي بالعدل على كل الشعوب ...

بمعنى انه يتداخل في أمور الناس لأجل خيرهم لكي يضع حداً للفوضى داعياً الإنسان لكي يستفيد من زمن الافتقاد ويقبل من الله ما هو لسلامه ........ وهذا الإله الفائق الحكمة يحذر الإنسان ويذكره بأنه نزيل في الأرض وليس له منفعة من التشبث بالدنيويات لأن الأرض نفسها ستزول لذلك يجدر بالإنسان أن يطلب الله قبل فوات الأوان والوقت وفقاً للوصية القائلة :

( اطلبوا الرب ما دام يوجد . ادعوه وهو قريب . ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه ))

وينذر الله المفتخرين الذين يعتزون بأمجاد هذا العالم الفاني ومسراته الزائلة أن يكفوا عن ما يفعلونه وأن يتركوا التباهي بشرورهم لأن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد .... ويشدد على تشامخ الروح فيحذر منه (لأن الله يقاوم المستكبرين أما المتواضعون فيعطيهم نعمة ) ......

ولا يلبث المرنم أن يعود إلى التغني بمجد الله فيصوره حاكماً على كل بني البشر يقضي بالعدل والإنصاف إلا أنه في سياسته للبشر يضع البعض ويرفع البعض الآخر أي أنه يبرر البريء ولا يبقيه في ضيقه .. بعكس ما يفعله حكام هذا الدهر الذين كثيراً ما يذنبون البريء ويبرئون المذنب ولكن إلى جانب عدله تعالى يوجد الصفح لكل من يترك الشر .. وبالصفح يرفع الله وجه الإنسان الذي رجع إليه بتوبة صالحة ليحيا .....

وقد صور الله وهو يحمل في يده كأساً مملوءة بشراب الخلاص وهو مستعد أن يسقيك جرعة منها لكي تفرح بالرب مخلصك قائلاً مع المرنم :

( كأس الخلاص أتناول وباسم الرب أدعو )

أما الأشرار فإنهم بسبب قساوتهم وقلبهم غير التائب فإن نصيبهم الثمالة المرة التي يصفها الكتاب المقدس بخلاصة كأس غضب الله الذي أعد لهم بالمسيح يسوع له المجد .........

ويختم المرنم هذا المزمور بشهادة رائعة عن اطمئنانه وهدوئه بعد أن عرف خلاص الله وتمتع بالفرح الذي يعقبه فينطلق لسانه بالخبر السار عن كل ما صنع به الرب ورحمه داعياً بفضائله بين الناس ومرنماً لأسمه ...

وخلاصة المزمور أن الأشرار هم إلى حين قد يتعزون بالمراكز الرفيعة في العالم ولكنهم سيضمحلون كما تضمحل الغيوم التي تطاردها الريح ...

أما الأبرار فستنتهي أتعابهم ويأخذهم الرب إليه ليعيشوا في دياره اللؤلؤية حيث الراحة إلى أبد الآبدين ...

آمين

الجبل الصامد

العراق 2009