إن السريان هم شعـب عريـق بلغـته وتراثه وشعـبـه عرفوا بالأراميين حوالي القرن الخامس عشر قبل المسيح ثم سريان من بعد فكان أول شعب وثني اعتنق المسيحية وحتى كلمة سرياني تعني مسيحي
تأسست الكنيسة السريانية في القرن الأول على يد بطرس الرسول في أنطاكية وعلى توما الرسول وتلميذيه ادي وماري في الرها وجميع بقاع بلاد مابين النهرين ومنه إنطلقت البشرى لتعم بلاد فارس والهند
فهي أول كنيسة تكونت بعد كنيسة اوراشليم فسميت بالكنيسة الإنطاكية وكان لسعة انتشارها على رقعة جغرافية مسيحية تتقاسمها الإمبراطورية الرومانية والفارسية
فكان لهذه الكنيسة أن تعاني معاناة شديدة وهذا بسبب التأثيرات سلبا ً وايجابا ًلكل من حضارة الإمبراطوريتين فتعثرت شؤونها بالمشاكل والعقبات الناشئة بينهما عبر التاريخ فكان لها أن تمزقت وحدتها
تمزقت الوحدة في الكنيسة السريانية وذلك في المجمع الخلقدوني سنة 451 الذي ثبت إيمان الكنيسة بالطبيعة الإلهية والإنسانية في المسيح والذين رفضوا هذا التعليم دعوا مونو فيزيين أي أصحاب الطبيعة الواحدة والذي دافع بشدة عن الطبيعة الواحدة هو يعقوب البرادعي أسقف الرها الذي رسم خفية ً أسقف سنة 543 على يد تاودوسيوس بطريرك الإسكندرية وهكذا تسمى السريان أصحاب الطبيعة الواحدة باليعاقبة نسبة ليعقوب البرادعي
وفي سنة 636 ومن أجل التخلص من البيزنطيين وحكمهم استقبل اليعاقبة العرب بالترحاب الأمر الذي جعل الأمويين يعاملونهم المعاملة الحسنة ولكن ما إن بسط الإضطهاد ذراعيه فقتل عددهم هذا بالإضافة إلى العلاقة الطيبة التي جمعت بين اليعاقبة والصليبيين والرهبان الدومنيكان غير أن هذا الإتحاد لم يتم إلا لبعض الأفراد مثل المفريان يوحنا المعد ني وذلك في أواسط القرن الثالث عشر فكـــــانت المساعي الحميدة تســـعى جاهدة ً للتقـارب بين الكنيسة السريانية والكرسي الرسولي في محاولات عديدة جاءت رغم كل هذا بالفشل لغاية 1439
تبقى محاولة أخرى وهذه المرة على مستوى مجمع ميكوني هو الفلورنتيني في فلورنسا 1439-1442 ثم انتقل إلى روما فعقدة جلستان في اللاتران 1442-1445 وذلك بين روما والشرق لنبذ الخلاف وجمع الشمل في وحدة عقلائدية وإدارية فظهرت بعض البوادر المشجعة خلال هذا المجمع من قبل المطران عبد الله اسقف الرها الذي وقع صورة الإتحاد وبإسم البطريرك الحدلي وبإسم الشعب السرياني في 30 أيلول 1444 إلا أن هذا الإتحاد لم يدم بسبب صعوبة الإتصال بين الشرق والغرب ولاسيما بسبب المضايقات التي كانت تقوم بها السلطات العثمانية في ذلـك الوقـت
ولكن في مدينة حلب أخذت الإتحادات تكثر وتنمو لاسيما على يد المرسلين اليسوعين والأخوة الكبوشيين بالإضافة الى نعم الله التي اختار أحد الحلبيين وهو اندراوس أخيجان الذي أراد الإنضمام الى الكنيسة الكاثوليكية بإرشاد أب يسوعي فلما استكمل بها أرسله الى لبنان فرسم كاهن على يد البطريرك الماروني حنا بواب الصفراوي وذلك سنة 1649 فأرسله البطريرك الماروني الى روما فأكمل العلوم اللاهوتية والفلسفية وبعدها عاد الى حلب فضاعف الجهود في إجتذاب بني أمته الى الإيمان الكاثوليكي بعد ذلك رسم مطرانا ً عام 1656 على حلب وفي سنة 1662 رسم بطريرك وبقي خمسة عشر سنة على كرسيه وكان يدعى بالبطريرك القديس لانه عاش فقيرا ً روحيا ً وجسما ً
وفي عهده دخلت بعض العادات اللاتينية مثل : صلاة المسبحة البركة بالقربان وضع التاج وضع الخاتم الصليب على الصدر والصوم من منتصف الليل الى منتصف النهار
لقد كان هذا البطريرك عالما ً فاضلا ً وله عدة كتب وفي 28 تموز عام 1677 رقب بالرب وخلفه البطريرك بطرس الذي مات شهيدا ً سنة 1702 في السجن بعد أن عذب عذابا ً شديد ومرير وبغده إنقطعت سلسلة البطاركة للطائفة الكاثوليكية فان لها نواب بطريركيون حتى سنة 1782 انتخب أسقف اليعاقبة والكاثوليك بطريركا ً وهو إغناطيوس ميخائيلوذلك في دير الزعفران المقر البطريركي لليعاقبة ولكن أعداء الخير اشتكوا عليه لدى الحكومة العثمانية فإضطر للهرب من ماردين الى الموصل والى بغداد فسوريا وأخيرا ً الى لبنان قرية بيت شباب ونزل ضيفا ً في دير مار انطونيوس النبع وبعد فترة انتقل الى بيت أحد الفلاحين وسكن عنده ثم الى دير سيدة بزمار سنة 1754 فتم قرار بينه وبين بطريرك الأرمن باسيليوس بطرس الرابع وهو أن يسكن في شرفة درعون
لقد كان لهذه الطائفة أن تستمر بعد عناء دام طويلا ً فإنتشرت إنتشارا ً سريع في لبنان وسوريا والعراق ومصر وتركيا وفلسطين والإردن وأوربا فتقدمت في العلم والفكر والروح ونظمت أحوالها وعقدت مجامع عدة في الشرفة 1853 في حلب 1866 في الشرفة 1888 وهذا هو المجمع الأهم لأنه نظم شؤون الطائفة
لقد تنقل المقر البطريركي كان في حلب سنة 1831 ثم ماردين 1852 مع الحفاظ عليه رغم التنقل بين حلب والموصل ودير الشرفة وفي عهد البطريرك العلامة أفرام الثاني 1898 1929 جرت محاولة لنقل الكرسي الى بيروت فتحققت هذه على يد الكردينال جبرائيل تبوني حوالي سنة 1930 وبقي في بيروت حتى الأن برئاسة البطريرك الكلي الطوبى مار اغناطيوس بطرس عبد الأحد
لهذه الطائفة اكليريكية في دير الشرفة بعد إنتقالها من القدس بسبب الحرب العالمية الأولى ورهبان وراهبات أفراميين
تحتفظ الكنيسة السريانية الكاثوليكية بمخطوطات تتراوح مابين القرن الثاني الى القرن العشرين
طقوسها تستعمل اللغة السريانية في الصلاة لدعوة الروح القدس والكلام الجوهري بالإضافة للغة البلد
في الختام إن هذه الكنيسة ناضلة لكي تكون متحدة بالكرسي الرسولي هذا بالإضافة لما قدمته لأبنائها من الأدب والعلم والمعرفة في كافت الميادين محققين بذلك رسالة أجدادهم السريان منذ العهود الآرامية رسالة حضارة وأخلاق وإنفتاح
فليحفظ الله كنيستنا طاهرة مجيدة
نبذة عن مطرانية حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك حمص الأبرشية الفينيقية الثالثة عرف فيها أساقفة سريان منذ القرن الثالث ثم يظهر بعد تقطع المطران باسيل عام 630 فيخلفه ثلاثة آخرون حتى عام 755 أم المؤرخ الكبير ميخائيل السرياني فيبدأ لائحته بالمطران يوحنا عام 793 وتنتهي اللائحة بالمطران إيوانيس يوسف من اميدا نحو عام 1194 ثم تتعثر من بعده سلسلة أساقفة أبرشية حمص وتبقى هكذا حتى القرن الخامس عشر لتعود فتنتظم .
أما الأساقفة السريان لأبرشية حمص المتحدين بالكرسي الرسولي حسب لائحة الفيكونيت فيليب دي طرازي فهي كالآتي :
1- قورلس بشارة دبك 1670-1685
2-قورلس جرجس فتال 1743-1762
3- اقليميس 1762-1778
4- ابراهيم نعلبند 1782-1809
5- اثناسيوس جبرائيل حمصي 1816-1832
6-غريغوريوس متى نقار1832-1838
7- غريغوريوس عبد المسيح 1836-1841
8- غريغوريوس الياس شهوان 1836-1836
9- غريغوريوس جرجس شاهين 1872- 1885
10 - غريغوريوس عبد الله سطوف 1896- 1906
11- يوليوس بطرس سهدو 1907- 1909
12- اسطاثيوس موسى سركيس 1912-1918
13- تئوفيلس يوسف جرجي 1922- 1927
14- تئوفيلس يوسف رباني 1927- 1970
15- إيونيس يوسف أبيض 1971- 1982
16 - تئوفيلس يوحنا ضاحي 1984 1992
17- باسيليوس موسى داود 1994- 1998
18- تئوفيلوس جورج كساب 2000
يتبع