أطردوا الأقباط من مصر

رفعت عينى اليك ياساكن السماء .. ترد لى مظلمتى

أطردوا الأقباط من مصر

كتبها عادل جرجس
الثلاثاء 01 ديسمبر 2009 21:02

على خلفية الهجمات التتارية على أقباط فرشوط ورفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الإذعان الى مساعى الأمن فى فرض الخنوع والخضوع عن طريق تنازل الأقباط عن كل حقوقهم القانونية والمدنية والجنائية ضد مدبرى ومنفذى تلك الهجمات دون القصاص القانونى والجنائى منهم ، خرج علينا الدكتور جهاد عودة الحكيم السياسى للحزب الوطنى وأستاذ العلوم السياسية بتحليل سياسى مقتضب خرج فيه عن كل الأصول والمبادئ المتعارف عليها فى التحليل حيث أنة رأى أن السبب فى تلك الأحداث وغيرها سببه أن 'هناك صراعات داخلية في الكنيسة المصرية، ويتم استغلال مثل هذه الأحداث لتحقيق مكاسب لطرف على حساب طرف آخر، خصوصا من قبل أبرشيات لا تربطها روابط قوية مع البابا'. ــ جريدة الجريدة الكويتية 30/11/2009 نقلاً عن coptreal ــ!!!
والحقيقة فإن تصريحات عودة قد أصابتنى بالدهشة والإستغراب فنحن لا ننكر بداية أن هناك خلافات فى وجهات النظر داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية شأنها فى ذلك شأن أى منظومة إجتماعية كبيرة والخلاف فى الرأى هو سلوك إنسانى وحضارى ويأتى من منطلق الغيرة على البيت " غيرة بيتك أكلتنى "ولكن هذة الخلافات فى الرأى لم تنحدر الى مستوى الصراعات الداخلية فالكنيسة تعرف ثوابتها جيداً ولا تحطمها ومفهوم الصراعات هو مفهوم غريب ومستهجن داخل المسيحية عموماً ولا مجال له داخل الكنيسة ، وبدهاء سياسى شديد جعل عودة تلك الصراعات وكأنها حقيقة واقعة وإتخذها كفرض ليبنى علية برهانة مؤكداً "استغلال مثل هذه الأحداث لتحقيق مكاسب لطرف على حساب طرف آخر، خصوصا من قبل أبراشيات لا تربطها روابط قوية مع البابا" ولا أعرف ما هى تلك الأيبارشيات التى لا تربطها بالبابا روابط قوية فالأيبارشيات كلها تحت عصا الطاعة لقداستة وكل الإيبارشيات كرازة واحدة هى قسمة قداستة ولم نسمع عن أن أى منها أعلن التمرد والعصيان وشق عصا الطاعة فى وجه قداسة البابا .
أما أكثر ما يضحك ويبكى فى وقت واحد هو القول بأن القوى المتصارعة فى الكنيسة تستغل تلك الأحداث لتحقيق مكاسب لطرف ضد أخر وعلينا هنا أن نتوقف كثيراً وطويلاً أمام هذا الإدعاء ونحن هنا سوف لا ننفى إدعاء عودة بل سنوافقة علية ونمضى معه فيه قدماً وطالما الأمر هكذا والخلل أصبح من داخلنا لا بد أن نسأل العالم العلامة والفاهم الفهامة والجهبز السياسى الدكتور عودة بعض الأسئله حتى نستطيع تلافى الخلل الموجود فى الكنيسة والذى بمقتضاة يمكن منع تلك الأحداث التى يظلم فيها الأبرياء من مسلمى هذا الوطن ظلماً وعدواناً فإلى تلك الأسئلة :
ــ هل قامت الجهات المتصارعه داخل الكنيسة بتجنيد بعض المغرر بهم من المسلمين لتنفيذ تلك الهجمات ؟
ــ وهل هذة الجهات أصبحت تنظيماً كبيراً يدير العديد من هذة الهجمات فى طول البلاد وعرضها ؟
ــ هل هذة الجهات تقوم بتلك العمليات لإحراج البابا مثلاً ؟ وإن كانت تلك الجهات قد قويت وتوحشت وأستفحل أمرها الى هذا الحد فأيهما أسهل القيام بعمليات بربرية أم الخروج على قداسة البابا ؟
ــ لماذا لا يقبض الأمن على تلك الجهات ويقدمها للمحاكمة ؟
ــ وهل هذة الجهات هى أيضاً التى نفذت تفجيرات الحسين والزيتون ؟
إن تلك الأسئلة وغيرها الكثير لن تجد جواباً شافياً فى تصريحات السفة السياسى للدكتور عودة فلماذا إذن صرح عودة بما صرح بة ؟ والأجابة على هذا السؤال واضحة وبسيط وصادمة وهى أن الدولة قد قررت التغطية على تلك الهجمات ولا أبالغ إن قلت حمايتها والتستر عليها وما تصريحات عودة الا بداية للسيل المنجرف من التصريحات والقرارات التى تأتى فى هذا السياق وبهذا تمارس الدولة الأستقواء فى وجه الأقباط فطالما أنكم لم تذعنوا طواعية سوف تذعنون رغماً عنكم وقد يقول قائل وما مصلحة الدولة فى ذلك ؟ والأجابة قد ذكرتها مراراً وتكرارا وتنبأت بها وهى أنه مع إقتراب مواسم الإنتخابات سوف تبدأ المزايدة بين النظام والأخوان على الوكالة الحصرية للإسلام فى الشارع المصرى ولأن لا الجماعة المحظورة ولا النظام يملك أحدهما أليات تلك الوكاله فكلاهما يلجأ الى التصدى والتعدى على الأقباط جهاداً ودفاعاً عن الدين فالأخوان يدبرون الهجمات ولا تستطيع الدوله أن تعاقب مرتكبيها لأنها بذلك تكون ضد الجهاد المقدس فى سبيل الله وتفقد شعبيتها فى الشارع المصرى فتزايد الدولة على الأخوان وتنتهك حقوق الأقباط المادية والمدنية والجنائية والصراع نشط ومحتدم وهو ما يفسر إنتشار تلك الهجمات فى أنحاء متفرقة من البلاد ولكن غريب الأمر أن وتيرة المزايدة هذه المرة فاقت قدرة الأقباط على الإحتمال فإن كنا لا نريد الأستقواء بالخارج وتدويل القضية القبطية كذلك نرفض القصاص من المعتدين بل لا نستطيع أن نوقف تلك الهجمات أو تخفيف حدتها ووتيرتها فى ظل التضيق المواطنى والمجتمعى على الأقباط فما هو الحل إذن ؟
والحل بسيط وهو طرد الأقباط من مصر وهو الحل الأمثل لأن ذلك سوف يؤدى الى توفير 12 مليون ـ تعداد الأقباط ـ فرصة عمل كذلك ما لا يقل عن 4 مليون وحدة سكنية و سوف تكون ثروة الأقباط الإقتصادية والتى تشكل 40% من الأقتصاد المصرى خاضعة للتأميم كما أن الشكل العام للبلاد سوف يصبح أجمل فلن نجد هناك كنائس ولن يدق فيها ناقوس ولن ترى إمرأة عارية الرأس ولن تجد أحداً موشوماً على يمينة بالصليب وهذا سوف يساعد على إخافة كل القوى التنويرية والليبرالية لأن ما حدث للأقباط سوف يكون رادعاً للجميع لن تجد إعلاناً لفيلم سينمائى أو ألبوم غنائى وسوف تغلق كل معارض الفن التشكيلى والمسارح ودور السينما وسوف تنتقب كل الفضائيات والأرضيات، سوف تعاد للمرأة إنسانيتها كأله للجنس وممارسة المتعة ومدفناً لشهوة الرجل وبهذا سوف يتحقق حلم الحالمون .
إن ما وصل إليه حال الأقباط من التردى فى ظل صمت الحكومة والدولة والنظام يستوجب منكم الدفاع من أجل البقاء فأنا هنا لا أتكلم عن تحقيق مطالب مواطنية وحقوق فالمرحلة مرحلة القدرة على البقاء عليكم بالأستقواء بكل من تستطيعون أن تستقوا به ويقويكم من أجل البقاء أحياء أجعلوا قضيتكم دولية وعالمية وكونية وسمائية وارضية أطلبوا العون من كل إنسان على وجه الأرض وعلى من يشجب ذلك ويرفضة أن يقول لنا ما هو البديل ولا يستنكر لمجرد الإستنكار لأنه .. ياروح ما بعدك روح

» العلمانيون الأقباط يُصدرون بيانًا للتصدي لاتهام الأقباط بالعمالة والخيانة
» منشورات غامضة بأسيوط تحذر الأقباط من انتخاب مرسى، الكنيسة أطلقت الحرية الكاملة لجميع الأقباط في اختيار مرشحهم الرئاسي
» رسالة الأقباط لأحمد عز
» مصر...لا تكون بدون الأقباط...
» حصار الأقباط فى بلدهم مصر