3- العبادة الباطلة
يقول: "لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب. أتخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أسر". حين تأتون لتظهروا أمامي، من طلب منكم هذا أن تدوسوا دوري. فالله يصوّر عبادتهم حين يدخلون بيته أنهم ينجسون بيته. "لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة. البخور هو مكرهة لي". كل هذه الطقوس لست أطيقها، "لست أطيق الإثم والاعتكاف".
إن الله يتهم الإنسان بالعبادة الباطلة.. بالرياء.. بمحاولة شراء رضى الله بذبائح نقدمها نحن البشر.. بتقدمات نتصوَّر أننا بها نستطيع أن نكسب خلاص الله. والله يرى ليس فقط أن هذه العبادات الباطلة لا تفيدنا لكنها تزيدنا إثما على إثم. فهذه التقدمات هي خطية. حين نقدم عملاً حسناً بغرض أن نكسب رضى الله.. حين نقدم ذبائح لنحلّ بها محل ذبيحة المسيح.. فهذه هي الخطية التي لا يمكن أن يقبلها الله منا.
المأساة أيها الإخوة أننا نتصور أننا نجاهد ونصلي ونصوم ونقدم إحسانات وذبائح، ونتصور أننا بذلك نكسب رضى الله. إن الله لا يرضى عنا بما نعمل، ولكن رضاءه يأتي بما عمله هو على الصليب. ليست ذبائحنا هي التي تكسبنا برّاً لكن ذبيحة المسيح الكافية الكاملة الواحدة هي التي تبررنا. إن الأعمال الحسنة هي ثمرة للإيمان والخلاص..
هذه هي بعض التهم التي يوجهها الله لشعبه القديم والتي نستطيع أن نسمعها في آذاننا اليوم. إنه يتهمنا بأننا نقابل محبته بالنكران. إننا نعيش في عصيان، نعبد آلهة أخرى. وإننا نقدم ذبائح من أنفسنا لكي نكسب رضاه. ونتيجة ذلك، إن القضاء يحل علينا ويقول الله: "كل الرأس مريض وكل القلب سقيم من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جرح وإحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تليَّن بالزيت". إننا في نظر الله خطية متحركة؛ لا شيء من البر فينا بعيداً عن كفارة المسيح. فإن كانت الخطية في داخلنا وخارجنا، في رؤوسنا وقلوبنا، فحدثوني هل يستطيع الإنسان أن يصلح نفسه بالتعليم أو بالأخلاقيات. فلا بد من تغيير هذا القلب، ولا بد من تجديد هذا الرأس.
أيها الأخوة لا تفشلوا. دعونا نسمع الدعوة الموجهة