وليد منير مشرف أقسام الإختبارات الشخصية الحياة الأسرية برامج الانترنت والتسلية والفكاهة
شفيعـي : ام النور والبابا كيرلس المزاج : عاشق ام النور الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: قدم حساب وكالتك.. الخميس 24 ديسمبر 2009, 3:52 pm | |
| يا أحبائي الله يعطينا في هذا العام كما في كل عام فرصة جديدة للتوبة. ربنا لا يعطينا هذه السنين هباء بل من أجل حياة التوبة . ربنا يطلب ثمراً جيداً متكاثراً . وليس مجرد ثمر . في مثل الزارع والأرض الجيدة .. ربنا يطلب منا الثمر . ولو كانت حياة الإنسان قد صارت مثل الأرض المدوسة (الطريق) . أي أصبح قلبه مدوساً بالشياطين وبالأفكار الشريرة . ربنا مستعد أن يتعهد هذا القلب لكيما يتوب ويصير أرضاً جيدة متحررة من كل قيود الخطية والشر . تتفتت الأرض الصماء التي لا تستطيع أن يُزرع فيها أي بذار للفضيلة تتفتت بدموع التوبة . لازم تغرقها ماء في الأول حتي تلين . ثم تبدأ تكسر فيها . المياه التي ترميها في هذه الأرض هي دموع التوبة التي تغسل بها قلبك من هذه الأفكار الشريرة ومن كل الضمائر الخبيثة . وكل ما يغضب الله في القلب . قدم حساب وكالتك.. تجلس مع نفسك تحاسبها علي تقصيرك وتهاونك وخطاياك . وتخرج من قلبك كل هذه الحجارة التي تعوق نمو حياتك الروحية . وتداوم علي تنقية قلبك حتي يصير أرض جيدة وتنقيه أيضاً من الشوك . لأن الخطية لا تعطي القلب إنسداداً فقط ولكن تعطيه ألماً تعطيه أشواك والخطية تظل تنغص حياة الإنسان ولا يستطيع أن يرتاح أبداً طالما الخطية في قلبه مثل الشوكة . تنخس في ضمير قلبه . حتى يستيقظ ضميره ويرمي الخطية بعيد وينظف قلبه من كل أشواك الخطية . اليوم كل واحد فينا يسمع لنداء يوحنا المعمدان الذي جاء بروح إيليا وقوته الذي يقول " لا تعرجوا بين الفرقتين .." الإنسان في هذا العام الجديد يضع في قلبه أن يسير بوضوح وجدية كاملة . ويكفي السنين التي مضت كان فيها الإنسان يتأرجح بين الخير والشر . وكان يطاوع الشر أحيان كثيرة . الآن يقول كفي وأبداً مع الله بداية جديدة .. بداية جادة قوية .. أبعد عن الشر ومسبباته أبغي الحياة الأبدية . لابد أن ألقي من سفينة حياتي كل ما يهددها بالخطر والغرق . في هذا العالم الجديد يا أحبائي لا يكون كأي عام يبدأ وينتهي ولكن هل في حياتك نمو ؟ قيس حياتك بنموك الروحي . الحياة لا تقاس بعدد السنوات .. الحياة مع الله تقاس كم عشت مع الله وليس مجرد العدد ولكن الكيف .. ما هو العمق الروحي الذي وصلت إليه ؟ ما هو استعدادك في التضحية من أجل الله .. وصلت لأي قامة وصلت لقامة سمعان الدباغ يقف قدام الوصية " إن أعثرتك عينيك فأقلعها وألقها عنك " .. وصلت لرجال الإيمان لواحد مثل داود النبي الذي يدخل لأعماق الحياة الروحية ويسبح وينشد . ويلهج بمزامير كل اليوم .. قامتك تصل لمن من القديسين . ضع أمامك عينات من قديسو الكنيسة .. هل أنت وصلت لواحد مثل الأنبا بيشوي تعاين الله وتستحق إنك تغسل له رجليه وتحمله .. هل عندك اشتياق أن تصل كما وصل آبائنا القديسين . هل نفسك إنك تتمتع ببركة كما أخذ القديسين والشهداء .. أو هي قصص وتاريخ وسنكسار .. هل لك اشتياق أن يكون لك نصيباً كما أولئك . أن تكون كواحد منهم .. هل تريد أن تدخل في هذا الموكب العظيم . لابد أن تجاهد إذا كنت تريد أن تكون مع هذه السحابة من الشهود والقديسين " الإنسان لا يكلل إن لم يجاهد قانونياً " لابد أن تبدأ بداية قوية وتستمر في قوة وليس مجرد إنفعال وقتي .. يوحنا المعمدان يكرز بالتوبة .. داود النبى يذرف دموع التوبة .. تري القديسين وتقول الواحد يتذكر في بداية السنة محاسبته لنفسه ويتذكر محبته الأولي وأيامه الحلوة التي كان يعيشها مع ربنا .. ليس مجرد ذكريات يا أحبائي .. الإنسان يجب أن يلتهب قلبه إلتهاب قوي حتي يبدأ بدءاً حسناً . بداية قوية متجددة لذلك نقول كل يوم في صلاة باكر " نبدأ بدءاً حسناً ". وإذا فاتنا من العمر أيام وشهور وسنوات كثيرة . نقول يا رب نبدأ معك اليوم بداية جديدة حسنة وربنا من محبته يفتح لنا أحضانه ويعطينا صفحة جديدة وعمر جديد لكنه يقول " اتركها هذه السنة أيضاً وإن لم تأت بثمر ففيما بعد اقطعها " لا نستهين يا أحبائي بطول أناة الله وامهالة .. إذا كان ربنا يعطينا فرص للتوبة فليس معني ذلك أن نستهين بمراحمه وطول أناته ونقول كل سنة بنقول ونؤجل – مين ضامن عمره – إذا كان ربنا أعطانا فرصة للتوبة .. للإثمار فرصة أن نعطي أثماراً تليق بالتوبة .. تعطي ثمراً صالحاً يبرهن علي صدق توبتك وعلي نيتك المستقيمة وعن حياتك التي تعيشها مع الله إلي الأبد إذا كنت تبدأ هذه البداية ربنا يقبل منك هذه التوبة . ولا يضيع منك نصيبك في ملكوت السموات لابد أن تبدأ بقوة وجدية ومواظبة . نواظب علي حياة التوبة . وليس مجرد إن إنسان يبكت ضميره في العظة . ولكن يبكت ضميره كل لحظة . وينظر إلي خلاص الله ينظر إلي مولود بيت لحم ويقول؛ يا رب أنت تجسدت من أجل أن تخلصنا لكي تأخذ مالنا وتعطينا مالك كما نقول في التسبحة . كلما الإنسان يدخل إلي أحضان الله كلما يدخل إلي محبة الله يكتشف غني الوصية . يكتشف لذة الوصية وطاعتها . إن كنا طُردنا من الفردوس بخطية آدم وحواء فنحن نعود إلي ملكوت السموات بطاعة الوصية . بقبول الإيمان ونقبل فداء ربنا يسوع المسيح علي عود الصليب . " مدفونين معه في المعمودية ". وندخل إلي الاخدار السماوية . لو كنا سالكين كما يجب كناموس معمودية العهد الجديد . ليست معمودية التوبة فقط ولكن معمودية الروح " النار والروح " .. النار التي تطهر القلب والروح القدس الذي يسكن داخلنا فيطهرنا من كل خطية . الرب يعطينا يا أحبائي في هذا العام الجديد حياة مقدسة مستقيمة أمامه لكيما نستحق ملكوته السماوي إلي الأبد . آمين | |
|