ظهور السيدة العذراء .. وعبقرية التوقيت.

ظهور السيدة العذراء .. وعبقرية التوقيت.

كتبها
صموئيل بولس
26/12/2009

لم تعرف البشرية إنسانا مخلوقا في مثل قداسة وطهارة ونقاء القديسة العذراء مريم،لذلك فالسيدة العذراء ليست مجرد قديسة من جملة القديسين، بل هي أقدسهم على الإطلاق.

ولهذا تؤمن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بأنها أعظم من جميع الأنبياء والرسل بحكم ما نالته من تكريم فاق كل ما نالوه عبر القرون.

لذلك فالقديسة العذراء مريم ليست هي الأعظم بين النساء فقط ،بل الأعظم بين الجنس البشري كله.
+ سر عظمة السيدة العذراء يكمن في اختيار الله لها – دونا عن بقية البشر- ليحل روحه القدوس عليها

(- حلولاً أقنومياً مؤقتا ً- أ ليصنع من أحشائها جسداً للسيد المسيح، ولذلك قيل عن السيد المسيح "الذي من الروح القدس ومن مريم العذراء تجسد وتأنس".

ب وأيضاً لتقديس مستودعها، حتى أن المولود منها لا يرث الخطية الأصلية الجدية، فيمكنه كقدوس أن يتمم عملية الفداء، إذ يموت عن خطية غيره... وهكذا قال الملاك المبشر للسيدة العذراء:

"الروح القدس يحل عليك،وقوة العلى تظللك . فلذلك أيضاً القدوس منك يدعى ابن الله" [لو 1 : 35].

والروح القدس بعد أن كون ناسوتاً من أحشاء العذراء،اتحد أقنوم الابن بهذا الناسوت اتحاداً أقنوماً، منذ اللحظة الأولى للحبل المقدس) [ قداسة البابا شنودة" كتاب الروح القدس وعمله فينا ].

+ وهكذا حبلت العذراء بالسيد المسيح،وولدته بدون أدنى تدخل بشري.

في واحدة من أعظم عجائب الدهر.

كما انفردت العذراء عن بقية البشر بأن السيد المسيح أأتمنها على نفسه.

كما أنفردت بحمله في أحشاءها وولادته، وحمله على ذراعيها، واحتضانه،ورعايته كأي أم ترعى وليدها.

وإذا كان التلاميذ قد ابتهجوا بالعيش مع السيد المسيح حوالي ثلاثة سنوات ،فالعذراء عاشت معه 33 عاما تنعمت خلالهم برؤية محياه الجميلة ،وهو أل "أروع جمالاً من بني البشر".

كما تنعمت سنوات طوال بسماع صوته المحيي.

+ صدقوني حينما أتأمل في هذا الأمر وحده، أي انفراد العذراء بالعيش مع السيد المسيح 33 سنة،أجد نفسي عاجزاً عن استيعاب كرامة ومكانة أم النور ،وأم المخلص،وأمنا كلنا، وشفيعتنا كلنا .

ويضاف إلى ذلك،معجزة دوام عذريتها قبل وبعد ولادتها،لذلك تلقبها كنيستنا،ب" دائمة البتولية".

وهو أمر منطقي وحتمي،لأنه لا يليق بالأحشاء التي تقدست بالرب القدوس أن تدنس بشهوة رجل،كما قيل في النبوات:"فقال لي الرب هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً".

* والدين الإسلامي-بالرغم من اختلافاته العقائدية الجوهرية مع عقائدنا المسيحية- إلا أنه يشهد ويقر بحقيقة ميلاد المسيح ألمعجزي من السيدة العذراء،وبحقيقة تقديس الله لها حتى تتهيأ لهذا الحدث الفريد.

ويعبر القرآن عن هذا الحدث ألمعجزي بطريقته الخاصة:

* (ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمة ربها وكتبه وكانت من القانتين).

(يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين..)

· (وإذا قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين).

· (إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه).

* ومن هنا نستطيع أن نفهم مغزى ارتفاع مكانة القديسة مريم في نظر الإسلام فوق نساء العالمين،بمن فيهن طبعا أم مؤسس الإسلام نفسه،وجميع أزواجه،وبناته.

ولا يوجد مجال أمام المتطرفين لحذف ذلك من كتابهم.

علماً بأنه يطرح إشكاليات، أبسطها إن سبب علو منزلة العذراء على نساء العالمين هو لحملها ألمعجزي بالسيد المسيح، الذي هو فوق الجميع،ولأنه بسبب فوقيته استدعى الأمر اصطفاء العذراء .

ويجد المسلم نفسه محاصرا بعشرات علامات الاستفهام،والتعجب ،وبعضهم يسلم بأن الأمر فوق طاقة مداركهم .. فيسلمون به،وهؤلاء هم المسلمين العاديين الذين يحبون السيدة العذراء بدون تعقيد، ويقدسوها تقديسا عظيما ،ولا يجدون أي غضاضة من الاعتراف بتفردها عن جميع نساء العالم بعلو منزلتها عليهن.

ويدركون تمام الإدراك أن سبب عظمتها يكمن في اصطفاء الله لها حتى تكون مهيأة لإلقاء كلمته إليها.

فيكرموها لهذا السبب لتيقنهم التام بعظمة السيد المسيح،كلمة الله.

وهؤلاء يشهدون لظهورها ببساطة قلب، ويعترفون بالمعجزات التي تجريها معهم.

بل وأعرف بعضهم يشاركنا صوم العذراء،وصوم الميلاد!

وكثيرين منهم يتباركون بإطلاق اسمها على بناتهم .

* بينما يصر البعض الآخر منهم على رفض ظهورها ومحاولة التشكيك في صحته،وغالبيتهم ماديون لا يقيمون وزنا للروحيات،ويعانون داخلياً من عدم ضبط النفس والشهوات،لأن العذراء هى رمز الطهر والعفاف ،لذلك فهم يناصبوها العداء المبطن، ويحاولون جل جهدهم التقليل من سموها،من خلال التشكيك في أي ظهور لها، وإنكار أي معجزة تجريها بقوة الرب.

وهؤلاء هم الذين يقودون التيار المعارض لظهور العذراء، ويتهمون المسيحيين باختلاقه.

ويصدق فيهم المثل الانجليزي القائل: (ليس أحد أشدّ عمى من أولئك الذين لا يريدون أن يبصروا).

لذلك، فأي نقاش مع أمثال هؤلاء هو مضيعة للوقت، فضلاً على أنه إهانة للعقل، لأنه كما قال أحد عقلائهم : (كيف يصح في الإفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل)؟؟؟

فلنتركهم إذاً لِما يؤمنون به،وليتركونا هم لِما نؤمن به.

+ وكل ما يعنينا هنا،هو إن السيد المسيح قد افتقدنا في هذا التوقيت الصعب بإرساله لنا أمه القديسة العذراء ،ومعها أطياف السمائيين،لمباركتنا وتعزينا ومساندتنا في محنتنا.

+ جاء هذا الظهور، والتجلي النوراني، في وقت عصيبٌ للغاية على كل المصريين،كرسالة محبة وسلام لهم ، لأن مصر والمصريين يحتلون مكانة كبيرة عندها لكونها انتقلت لمصر لتعيش بين أهلها فترة من حياتها.

+ ولعلها أرادت أن تقول لجميع المصريين، أنا أحبكم، وأصلي من أجلكم، ليحفظ الله بلدكم، ويرفع عنكم الوباء والغلاء، وينزع العنف والتطرف والتعصب والبغض والكراهية من بينكم.

+ واعتقد إن هذه التعزيات السمائية قد بدأت بظهور الحمامة في عظة البابا حينما كان يعلن عن رفضه التام لكل محاولات إلغاء القرعة الهيكلية.

فجاء ظهور هذه الحمامة كإشارة رمزية لمساندة السماء لقداسته،ولبقية الأقباط الذين يتمسكون بالقرعة الهيكلية لضمان الاختيار الإلهي بعيدا عن تدخلات وتلاعبات الغرباء،ومعهم ذو المطامع المشبوهة

+ وفي وقت ارتفعت فيه حدة المظالم التي يتعرض لها الكيان القبطي اكليروس وشعب .. ملفات متضخمة من حوادث الاعتداءات والتجاوزات والتواطئات،وفي ظل مناخ يسوده مظاهر الإسلام السياسي، حتى غلب عليه فساد الذمم والضمائر وتقسي المشاعر ،واغتيال قيم العدل، ففسد المجتمع وتقسي بعدما أصابه سعار الأسلمة والتطرف والتوثب تجاه الاخر خصوصا لو كان مسيحيا .

وهي كلها أمور قد أثرت بالسلب على الأقباط،وكانت محصلتها الكثير من الشهداء والجرحى ،ناهيك عن التخريب والتحريق والتسليب .

فقدم هؤلاء المعتدين صورة مسيئة عن دينهم،وعن وطنهم،وعن قيمهم الأخلاقية.

+ وفي وقت تتعرض فيه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الباسلة لحروب شديدة الضراوة، يستخدم فيها إبليس كل قواه، ويسخر كل أتباعه وأعوانه بهدف النيل من وحدتها وسلامتها.

+ فجاء ظهور القديسة العذراء مريم ليعزي كنيستنا وشعبنا بالتعزيات السمائية الفائقة للطبيعة،والتي رآها المسلمون قبل المسيحيين،وحملت رسالة مفادها:

إن للأقباط رباً يحميهم.

وإن لاكليروسهم معيناً يقويهم.

وأنه صعب على أي مقاوم أن يرفس مناخس.

+ جاء ظهور القديسة العذراء مريم أيضاً ليكشف زيف أدعياء الايمان الذين شككوا في ظهورها المبارك لاعتبارات طائفية بغيضة،منهم اثنان من أبرز أعوان ومساعدي فضيلة البطريق إياه.

وليس لدي ما أقوله لهما سوى عيبٌ عليكما،وكان حرياً بكما أن تعتذرا للأقباط عن ظهوركما الأثيم في تليفزيون ذلك المجدف، الذي جحد كمال رسالة المسيح،وقال إن إيمانه المسيحي لا يكتمل إلا بإيمانه بمحمد والإسلام"!!

ليعلن بذلك خروجه العلني عن المسيحية،ويسقط ورقة التوت عنه ،وعن بقية مؤيديه ومحرضيه ومعاونيه.

وليعرف جميع الأقباط إنهم يخوضون حرباً قذرة بكل ما تحمله الكلمة من معان، وإن كل هؤلاء الخونة بالرغم من تنوع مشاربهم إلا أنهم يعملون معاً كفريق واحد،رغم محاولتهم المستميتة نفي ذلك،ويلعبون امامنا لعبة تبادل الأدوار، في محاكاة غير متقنة لتنظيم الإخوان،والجماعات الإسلامية.

+ جاء ظهور القديسة العذراء مريم لتفريح قلوب البسطاء،ولتحذير أصحاب القلوب الصماء.

+ جاء ظهور القديسة العذراء كبادرة سلام لكل المصريين.

+ جاء ظهور العذراء لتقوية وتعزية وتثبيت الأقباط في محنتهم مع التطرف الإسلامي الخارجي،ومع الغدر اليهوذي الداخلي .

+ جاء ظهور القديسة العذراء مريم لإعانة أبناء مصر بشكل عام، والمسيحيون منهم بشكل خاص.

+ فمبارك هو ظهورك النوراني يا أم النور

سواء كان للتعزية

أم للتثبيت

أم للتبكيت.

ظهور السيدة العذراء .. وعبقرية التوقيت. 48893

سيثبت الموضوع لفترة لأنه يستحق

» أنباء عن ظهور العذراء بكنيسة السيدة العذراء بالخصوص بالقاهرة،
» ظهور السيدة العذراء في أحد المنازل السورية
» ظهور السيدة العذراء على وجة البابا شنودة
» ظهور السيدة العذراء مريم فى كنيسة الروضة
» خبر يقال انه ظهور للعذراء في دير ابي سيفين بالفيديو 15 / 6 / 2009