كل سائق سيارة يختبر كيف يقطع عليه زملاءه الطريق بشراسة عنيفة ، والطلاب في المدرسة يعانون بألم مرير من تفوق زملائهم عليهم بالدرجات واحتقارهم وتكبرهم عليهم ، ان الظلم والبغضة والأنانية والخشونة اصبحت عامة بيننا والعادات الصالحة أوشكت على زوال وشخصية الآباء تضمحل والغوغاء يزحمون الشوارع ، والوجهاء يقبلون الرشوات ويجعلون الباطل حقاً ...
كلنا نعيش في هذا الجو المسمم الذي يدخل الى رئتينا وقلبنا لنصير ايضاً مبغضين نجسين سفاكين ..... اما المسيح له المجد فيحررنا من الحقد ويمنحنا محبته ، لأن لطف يسوع المسيح له المجد وحده قادر ان يغلب ظلمة الأيام الأخيرة ، ولكن من لا يثبت في الصبر الإلهي سيسقط من المسيح لأن أسليب الشيطان ماكرة ...
فأنظروا الى المسيح ربنا وإلهنا كيف غفر على الصليب لكل أعدائه ذنوبهم وخلص اللص الذي عن يمينه بجلال محبته وثبت صابراً في عاصفة غضب الله على ذنوبنا فالمسيح تألم بلا تذمر ولا تمتمة وأحب بلا إنقطاع ، فلا تقدر أن تحتمل بغضة ووسخ زملائك بقدرتك الخاصة ، وإن لم تغلب حساسيتك الرقيقة فستقودك الى الإنفصال عن شركة القديسين ، فالتجيء الى ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ليقويك ويحل فيك ويمنحك التأني ويثبتك في المحبة لأنك بدونه غير قادر أن تعمل شيئاً ........
أما الصبور فهو يخلص لأن المسيح لا ينتظر منك صبراً في حادثة واحدة فقط بل غفراناً مستمراً وسروراً مستديماً ورحمة الى نهاية حياتك ، والمسيح نفسه مستعد أن يحمل نيرك معك فتعلم منه لأنه وديع ومتواضع القلب تجد راحة لنفسك ...
والإنجيل يتسع بقوة عظيمة رغم الإنقسامات في الكنائس والعثرات الخارجية والتعاليم المضلة ، ولا يمكن أن يأتي الرب له المجد إلا بعد أن تقبله أو ترفضه كل عشيرة أو شعب في كرتنا الأرضية فالمسيح يقدم لكل إنسان الأمتياز ليقبل فداءه ويختبر محبته أو يرفضها فمن يؤمن ويعتمد يخلص ومن لا يؤمن يدان .... ولكن لا تنسى أن المسيح له المجد سوف لا يأتي إلا بعد أن يسمع الناس جميعاً بالإنجيل ....
فالنتساعد جميعاً بشهاداتنا الواضحة ليأتي فادينا قريباً .... آمين
الجبل الصامد
العراق 2010