حكايتى النهاردة مع كنيسة العذراء والأنبا أثناسيوس 15 مايوكتب
المشرف العام
منذ فترة طويلة وانا اتابع حملة التبرعات لبناء كنيسة جديدة فى مدينة 15 مايو بحلوان
ولم اكن اعرف موقع الكنيسة فعليا ولكن خدامها النشيطون كانوا دائما يتواجدون بكنيستنا من اجل التبرعات
الى ان أصدر السيد الرئيس حسنى مبارك قراره الجمهورى وهو على فراش المرض ببناء كنيسة السيدة العذراء والأنبا أثناسيوس بمدينة 15 مايو والذى أذاعه التلفزيون الرسمى للدولة وجميع محطات التلفزيون العاملة فى مصر ونشر الخبر فى الجرائد الرسمية والخاصة وبالطبع تلقفته المواقع المسيحية والمنتديات بكل ترحاب وشكر للسيد الريس على مبادرته الطيبة وهو على فراش المرض وسط عاصفة من الدعوات له بالشفاء العاجل لخبر أسعد كل الأقباط فى مصر عامة وشعل حلوان بصفة خاصة
فى ذلك الحين قررت زيارة موقع الكنيسة الوليدة مشاركا ابناؤها وشعبها الفرحة خاصة وان راع الكنيسة قدس أبونا أثناسيوس مشهور جدا ومعروف ومحبوب من كل شعب حلوان وهو قامة روحية عالية جدا وله اسلوب خاص فى الوعظ فلا تستطيع ان تشرد بذهنك لحظة واحدة اثناء عظته وهو ايضا مستمع جيد لكل الشعب وعطوف وحنون تلمس ذلك بسهولة وهو شخصية جديرة بالحب والأحترام والتقدير .. تنساب محبته داخلك بدون ان تشعر .. ولم يكن لى حظ فى حضور احتفالية تدشين الكنيسة ووضع حجر الأساس لظروف شخصية ..
وبالأمس اخذت قرارى بزيارة الكنيسة واستغربت اسرتى لذلك
وبالفعل توجهت صباح اليوم الى الكنيسة
وكنائس 15 مايو لم احفظ اسماؤها جيدا لقلة زيارتى لها
والبعض لم أزوره حتى الأن
وطلبت ابنى م ليوصلنى بسيارته الى الكنيسة وجاء واخذنى الى الكنيسة
- على فين يابابا
- كنيسة العذراء والأنبا أثناسيوس 15 مايو اللى على الربوة العالية
-اشمعنى
- زيارة خاصة للكنيسة اخذ بركتها
أوصلنى الى موقع الكنيسة
-قلت .. يابنى مش هى دى الكنيسة اللى انا عايزها
- يابابا دى كنيسة العدرا والأنبا أثناسيوس
- ياببنى التانية اللى على الربوة العالية وواخدة شكل الكاتدرائية
- لايابابا دى كنيسة العدرا .. حتى اقرا اليافطة اهه
- طيب قرب بالعربية نشوف اليافطة
فعلا هى الكنيسة .. بس دى لسة مفيش مبان ولاحاجة يادوبك سور واسم الكنيسة وصليب
غادرنا السيارة وتوجهنا الى مدخل الكنيسة التى ادخلها للمرة الأولى فى حياتى
كنت فرحا وسعيدا جدا جدا
هاللنى مشهد المكان من الداخل
عقب المدخل الخارجى يوجد خادم وخادمة وامامهما دفاتر التبرعات يجلسون اسفل مظلة كبيرة صنعت من الخشب وعلى يسارها مناضد كثيرة وحولها كراسى وشماسى لحماية الشعب من الشمس
وعلى يمين المكان كنيسة صغيرة جميلة تحفة صنعت من الخشب مؤقتا للصلاه فيها جدرانها الداخلية مغطاة جميعا بصور القديسين وهالنى اناجد بها مقصورات بها اجساد قديسين وصناديق التبرعات فى كل مكان
ولوحتى شكر يتوسطان مدخل الباب الرئيسى للكنيسة للسيد الرئيس
وامام هذا كله قواعد الكنيسة الجديدة التى بدا وضع خرسانتها ومازالت فى المراحل الأولى للبناء
دخلنا الى ساحة الكنيسة الخشبية الصغيرة وهالنى ماوجدته بها
على يمين باب الدخول مقصورة جميلة بها صورتين للعذراء مريم والأنبا أثناسيوس الرسولى
وكما ذكرت كل جدران الكنيسة مزدانه بصور القديسين والكنيسة مكيفة وبها ايضا مراوح وستائر هوائية
تهللت وفرحت نفسى واسعدنى جدا المشهد والمكان
وكانت فرحتى لاتوصف
وكنت سعيدا جداجدا لتواجدى فى هذا المكان المقدس
عندما دخلنا الكنيسة كانت بداية القراءات وكانت اول قراءة البولسى
قلت لأبنى لعلمى انه مرتبط بمواعيد عمله ولايمكن تاخره
- عقب قراءة الانجيل ناخد بركة من ابونا اثناسيوس ونمشى
وتوالت القراءات
وبدأ قدس أبونا أثناسيوس قراءة الانجيل
وقبل نهاية الانجيل بقليل
ناوبتنى الام ازمة قلبية حادة
أنا متعود عليها
لكنها ليست كل مرة بهذا الالم حاولت التماسك واحتمال الالم
الا ان الالم كان شديدا
فمسكت صدرى بيدى واغمضت عيناى
راع هذا المشهد انتباه قدس ابونا اثناسيوس
لحظات انتهى قراءة الانجيل
جلست على الأريكة مباشرة
ويدى على صدرى وظهرى
ابنى اصابه الرعب
-مالك يابابا
بصوت خافت متألم
- ازمة يابنى متخافش
ابونا اشار الى احد الخدام واشار الى
كنت قد بدات فى تناول حبات تحت اللسان
ولم يكن معى باق الادوية الخاصة بى
ولم اتناول علاجا فى الصباح لنى ذاهب الى الكنيسة
جاء الخادم مسرعا
- ابونا قالى لو حضرتك تعبان تعال معى عيادة الكنيسة فيها دكتور
اشرت اليه بالايجاب
استند على الخادم وعلى ابنى وحملونى الى العيادة
جاؤا الى بكرسى واجلسونى تحت المظلة امام الكنيسة
الهواء الطبيعى ساعدنى على التنفس
جائت الأخت الخادمة بالعيادة
كان ابونا اثناسيوس ارسل اليها فى عجل
- سلامتك ياعمو ثوان افتح لك العيادة
انطلق ابنى والخادم بالسيارة مسرعين لشراء لصقة طبية خاصة بالقلب توضع بالصدر
اسندتنى الخادمة واحد الخدام الى ان وصلت الى العيادة
من الالم تناولت ستة حبات من برشام تحت اللسان
دائما اتجاوز الجرعات المقررة بسبب الالم
الجرعة لاتزيد عن حبتين ثلاثة بعدها ينقل المريض الى معهد القلب
اذا استمر الالم
دقائق مرت كالدهر والكل قلق
جاء ابنى والخادم
ووضعت اللصقة الطبية
كان الالم بدا فى الزوال
لكنى احسست ان الضغط مرتفع
بعد دقائق
طلبت عودتى الى الكنيسة
لم أشأ ان اتحامل على احد
فضلت دخول الكنيسة سائرا على قدمى
بدون ان يسندنى احد
مجرد دخولى من باب الكنيسة الكل التفت الىّ
شاهدت فى عيونهم نظرة ترقب وارتياح
جلست على حافة الأريكة
انتهت العظة
تحاملت وطلبت من احد الشمامسة دخول الهيكل الخاص بالرجال
دخلت الهيكل وجاء ابونا اثناسيوس
بحنانه ومحبته المعهودة
صافحنى وقبلت يده
فوضع يده على رأسى وبدأ الصلاة
ورشمنى بالزيت الخاص بمسحة المرضى
قال لى
- سلامتك ايه على فكرة انا عارفك
- انا من كنيسة العدرا ......
- انا عارف وشفتك هناك
- انا جيت اخد بركة المكان يابونا
- ربنا يباركك ويشفيك
وقام بالصلاة مرة اخرى ووضع الصليب بجوار قلبى ثم وضعه على رأسى
- بركة ام النور تكون معاك
ممكن تستريح هنا فى الهيكللأخر القداس
- انا تعبان يابونا وعاوز اروح استريح
- ابقى اتصل بى طمنى عليك
ورشمنى بالصليب وقبلت يده
وغادرت الهيكل
كان ابنى ينتظرنى امام ايقونة العذراء والأنبا أثناسيوس
غادرنا الكنيسة
وعدت الى منزلى
وفى مخيلتى كل ماحدث وكل ماشاهدت
بركة ام النور والأنبا أثناسيوس تكون مع جميعكم
عمو مجدى