بانوراما .. تأمل الام ربنا يسوع المسيح

بانوراما ..
تأمل آلام الرب يسوع المسيح
من الكتاب المقدس وفيلم ميل
جيبسون

بانوراما .. تأمل الام ربنا يسوع المسيح 006_Passion_MaryChrist

مقدمة الفيلم:

فيلم "آلام
المسيح" للمخرج ميل جيبسون. يقدم عرض واقعي
وقريب جداً لأحداث ألآلام التي كابدها الرب
يسوع المسيح من أجل خلاص البشر.
سنتأمل بآلام المخلص التي أخبرنا بها الكتاب المقدس وظهرت خلال الفيلم مع
بعض التحليل لمشاهد الفيلم. [center]

لقد
كان المحفز
الأول لفكرة
الفيلم هو
كتاب "آلام سيدنا يسوع المسيح"
للراهبة الألمانية
"آن كاثرين
إنريخ" (1824 -1774)
فيه تسرد قصة العذابات التي تحملها الرب إبتداءاً
من بستان الزيتون وحتى القيامة، يوضح الكتاب كيف أن خطايانا كانت
السبب الذي جعل إلهنا المحب يتحمل كل العذاب لخلاصنا وهو مكتوب باسلوب
مؤثر جداً وكما يوصف "يقطع القلب المتحجر".

الفيلم يُظهِر وبشكل واضح الأفكار
اللاهوتية التالية:

<blockquote>[center]
</blockquote>

1) صراع بين سلطان
الظلمة (مملكة الشر-الشيطان وأعوانه) وملكوت الله .
2) الآلام والصلب هي تجسيد للإفخارستيا - القربان المقدس.
3) عرض صوري لآلام المسيح
"أيقونة متحركة للآلام"
4) تعاليم يسوع عن المحبة – والاضطهاد
وظفت بصورة ممتازة بالمشاهد.

1)
صراع بين مملكة الظلمة وملكوت السماوات

الفيلم يصِّور الصراع بين
مملكة الظلمة وملكوت السماوات ابتداءاً من المشاهد الأولى للفيلم
ومنتهياً بالمشهد بعد الموت حيث يتم اندحار سلطان الظلمة.

يبدأ الفيلم بتجربة
الشيطان (مملكة الظلمة) ليسوع في بستان الزيتون، محاولاً إحباطه – فنرى نظرات الشيطان
الممتدة الى يسوع ونسمع تعاليله المحبطة لكن يسوع الذي كان بصراع
نفسي، يصلي إلى الآب السماوي بمقاطع من المزامير، لا يلتفت إلى الشيطان إلا بمشهد واحدٍ فقط عندما يأخذ يسوع
القرار بتتميم مشيئة الآب، فيقف عندها يسوع وينظر إلى الشيطان
ليسحق رأس الحية. وبعدها لن ينظر يسوع أبداً الى الشيطان.

الشيطان بالفيلم مشكك به هل هو رجل أم إمرأة!

ربما لأن الشيطان يجمع ما بين القوة المتمثلة بالرجولة وبين الإغراء
المتمثل بالأنوثة.

يتابع ملك الظلمة، الشيطان، التجوال بين يسوع لمريم العذراء لشيوخ اليهود
والهدف هو إحباط يسوع.

ثم ننتقل لنرى الشيطان أثناء الجلد يحقق أول مكسب له فيظهر ونفس يهوذا بيده
ناظراً كعادته إلى يسوع – بينما يسوع متركز بعمل الفداء فينظر إلى أرجل الجنود
ليتذكر نفسه يغسل أرجل تلاميذه على العشاء السري.

أما التحدي الذي دار بين
الأم مريم العذراء والشيطان
- فنراهما يتبادلان النظرات وكل على جهة مناقضة من مسيرة الصليب - التي
تعكس الموقف المتباين بينهما لقبول الفداء وسرعان ما يفشل الشيطان لكسب مريم الى جهته فتتحول نظرات أمنا مريم إلى إبنها يسوع
السائر بتثاقل الى الجلجثة فتبدأ بالبحث عن وسيلة للإقتراب من ولدها
يسوع لتقول له "أنا هنا" أيضاً كما كانت في طفولته.

لم يستطع الشيطان الإقتراب بشخصه
من الجلجثة، لأنه يرفضها، لذلك قام بتحريك "أتباعه" الذين تحت سلطته كلص الشمال
والجنود وشيوخ اليهود والشعب ليَتَحَدوا يسوع لينزل عن الصليب قائلين "إن كنت
ابن الله فانزل عن الصليب"، مستعملين كلمات الشيطان نفسها
التي استعملها عندما جرب يسوع
بالبرية إذ كان يقول له " إن كنت ابن الله فحول هذه الحجارة الى
خبز" . بينما يسوع
يتكلم مع الآب طالباً المسامحة لكل البشر لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون .

وينتهي هذا الصراع بين
بالفيلم بمشهد الفداء على الجلجثة، فحدث الجلجثة يصبح كرة تسقط
إلى عالم الأموات – الجحيم – لتحررهم، مُجرِّدَةً مملكة الظلمة من كل
سلطان تحت صرخات الإنسحاق التي يطلقها الشيطان ومعريةً إياها من كل مجد
(سقوط الشعر عن رأس الشيطان بالفيلم) لينكشف عري رأسه.

[/center]

[/center]

الإفخارستيا والآلاما

لفيلم يوضح
العلاقة المتكاملة بين العشاء السري (الإفخارستيا) وآلام الفداء،
الإفخارستيا سرٌ مقدسٌ وهي رسم لآلام السيد المسيح وفداءه لنا. وهنا بعض المشاهد التي
توضح ذلك: <blockquote>

1) مشهد النجار
والفلاش باك (Flash Back )إلى الطاولة التي عملها يسوع:
عندما أتوا بيسوع إلى مجلس السنهدرين، يرى يسوعُ نجاراً يعمل هناك
فيتذكر (فلاش باك) يسوع حينما كان يعمل
على صناعة طاولة:
<blockquote>

الطاولة متقنة جداً وعالية - مرتفعة.
مريم تنادي يسوع
لكنه متركز بعمله.
تقترب مريم منه لتسأله وهي تنظر إليه من تحت
الطاولة "يسوع جوعان؟"
يسوع يلتفت إليها ليجيبها وهو يقوم ليقول
"نعم"
...
يسوع يقول إنه يصنع هذه طاولة لرجل غني.
وبعد
ذلك مريم تقول ليسوع أن عليه أن يخلع ثيابه الوسخة ويغسل يديه قبل
الأكل.
فيضحك وهو يغسل يديه ويرشها بالماء.
</blockquote>

نعم هذا المشهد من أمتع
المشاهد بالفيلم. فيه نرى يسوع الإنسان الحقيقي الذي كان يعمل كنجار
وكان جاداً بعمله وكيف كان يحب أمه ويمازحها - يوم عادي لأنسان
عادي ولكن هناك ما هو أبعد من كل ذلك:

حل رموز المشهد:
<blockquote>

الطاولة العالية ترمز للمائدة السماوية
- مائدة الإفخارستيا (القربان المقدس)
وهذه الطاولة عالية لأنها
أسمى من أي طاولة أرضية.
وهي متقنة جداً – كاملة - لأن
المائدة السماوية من صنع الله نفسه - يسوع.
يسوع متركز
جداً بعمله هذا - لأن هذه هي رسالته – تحضير المائدة السماوية.
الرجل الغني هو الله ألآب – الغني برحمته للبشر الخطاة.
نعم
يا مريم، يسوع جوعان لهذه لوليمة المائدة التي لم يحضر كراسي
الجالسين عليها بعد لأنه سيفعل ذلك على الصليب وقد تكون خشبة
الصليب الكرسي الشخصي ليسوع نفسه على هذه المائدة حين يصرخ أنه
عطشان، (لمحبتنا)، وسيكون هو
نفسه الوليمة بجسده ودمه المبذول لأجلنا.
مريم العذراء تقول
أن على يسوع أن يخلع ثيابه الوسخة (لأنه حمل خطايانا الوسخة)
ويغسل يديه قبل الشروع بالوجبة، بالفعل عليه أولاً أن يعبر بمسلخ
الجلد وبمعصرة الجلجثة - الاغتسال بالدم - ليفتدينا ويؤهلنا
لتناول الطعام معه على هذه المائدة السماوية وليحضر الحمل المذبوح
للأكل – فيكون هو خبزنا اليومي على الأرض وقوتنا في السماء.

</blockquote>

2) المشهد: أثناء
الجلد ينظر يسوع إلى أرجل الجنود فيتذكر غسل الأرجل لتلاميذه على
العشاء السري.

بمشهد بعد الجلد، نرى الجنود يجُرُّون يسوع وهو يرى
الأشياء بصورة مقلوبة، وهي تعبر عن تباين بالنظرة لأحداث ألآلام
بين المستوى البشري والمستوى الإلهي. فبينما الناس وربما
المشاهدون للفيلم أيضاً ينظرون بعين الرفض وعدم القبول لكم من الإهانات
تحمل رب المجد يسوع لكن ألآب السماوي ينظر وبصورة مختلفة وهو مسرور
بالنصر الذي حققته آلام الإبن الإلهي يسوع وموته الخاضع لمشيئة
الآب الذي سبق فأخبرنا عنها بمئات السنين قبل حدوثها وذلك بنبوة
التوراة المقدسة ( في أشعيا 53:10 "وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ
سُرَّ اللهُ أَنْ
يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. ") وكأن الله الآب في موكب عرس
ابنه يسوع "عرس الحمل"
ليقترن بمحبوبته الكنيسة التي سيخلصها من إنعزالها عن الله بسبب
الخطيئة ليأخذها عروساً له قريبة من الله فيُدخلها الأخدار
السماوية
وربما هذا التباين
أيضاً يعكس التباين بالرؤية بين الإنسان الذي ينظر إلى الخبز والخمر المتحولين سريا بعين
بشرية متشككه وقد تكون رافضة ينظر الله ألآب ليرى ما لا يراه البشر: جسد
الرب يسوع ودمه المعطيين للبشر للحياة الأبدية "فقال لهم يسوع الحق
الحق اقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم
حياة فيكم." يوحنا 6:53

3) مشهد بيلاطس يغسل
يديه، فلاش باك إلى يسوع عندما غسل يديه قبل العشاء السري.

4) مشهد يسوع
يحتضن الصليب وكأنه كان مشتاق لملاقاته، تعبر عن شهوة الله ألآب
لخلاص البشر منذ الخطيئة الأولى بآدم وهي تجسيد للشهوة التي تخبرنا
بها الآية الإنجيلية
التي قالها يسوع عندما اتكئ مع تلاميذه على العشاء لوقا 15:22
"وقال لهم شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم."
مسيرة الصليب تبدأ بحمل يسوع لصليبه:

يسوع يحمل خشبتي الصليب بينما
اللصوص يحملوا الخشبة الأفقية فقط – لماذا ؟
لأن عقاب يسوع هو
عقاب ثنائي:
عقاب البشر له المتمثلين بشيوخ اليهود وبيلاطس –
الخشبة الأفقية للصليب.
وعقاب ألآب لجسده الحامل خطيئة العالم –
الخشبة العامودية للصليب.

5) مشهد يسوع على
الجلجثة بطريقة إلى الصليب يتذكر كيف كشف عن الخبز في العشاء السري

فتنتقل الكاميرا لترينا على الجلجثة الجنود ينزعون الرداء عن
يسوع ليكشفوا عن جسده الذي هو خبز الحياة.

6) فلاش باك: يسوع
يرفع الخبز بالعشاء السري قائلاًً "خذوا كلوا هذا هو جسدي ..."

ثم نشاهد المشهد على الجلجثة حيث يرفع الجنود الصليب لينتصب رافعاً
يسوع الخبز الحي.

7) فلاش باك: يسوع
يعطي التلاميذ كأس الخمر ليشربوها قائلاً "إشربوا من هذا كلكم فهذا
هو دمي ..."
ثم نرى مشهد الجلجثة والدم ينسكب من جسد يسوع
ويسيل على الجسم ليتساقط على عالم الأموات (بالخطيئة) الممثل
بالموقع "الجمجمة"
</blockquote> كل هذا الربط بين مسيرة
الآلام والعشاء السري يوضح بالصورة تعاليم الكتاب المقدس عن سر القربان
المقدس الذي هو حقيقية جسد ودم المسيح، والثمن الكريم لهذه الوليمة
السماوية هو الفداء بالآلام والموت لإبن الأحضان الأزلية - يسوع
المسيح.

3)
عرض صوري لآلام المسيح

لقد اختار الله أن يموت
المسيح مهاناً ومعذباً على الصليب
ولقد أوضح رغبته هذه بمئات السنين قبل
أن تحدث من خلال النبوات المفصلة في التوراة كما سنرى بعضها لاحقاً.

السؤال الأول: لماذا اختار
الله الخلاص من خلال ألآلام ؟
وهل يعقل أن يُذل الله ويُحقَّـر ؟
وإن اختار الله أن يموت يسوع،
فلماذا لم يمت بصورة أقل إيلاماً و"شناعة" - مثلا بقطع الرأس ؟

الجواب يتلخص بكلمتين "الله محبة" –
ومحبته هذه للبشر
محبة متلهفه.
قإن كانت الخطيئة هي عدم تحقيق مشيئة الله بحياتنا، فيمكن القول أن:

خطايا الإنسان
هي جرح لمحبة
الله
(المتمثلة بجراح جسد يسوع)
وهي
خيانة لمحبة الله خالقنا
(مثل خيانة يهوذا ليسوع)
وهي
بيع الله بمتعة
زمنية

(مثلما باع يهوذا
يسوع)
وهي
تعدي على الله المحب
(كما تعدى الجنود على يسوع)
وإهانة وتحقير
لحبه
الأبوي
(كما أهين وعير يسوع)
وجلد لكينونته
ووجوده كملك بحياتنا
(كما جلد يسوع)
بخطيئتنا نبتعد
عن الله وهذا يسمح للشيطان أن يوهمنا أن الله هو الذي ابتعد عنا
وإن الله لن يسامحنا ولم يعد يحبنا وسيلومنا ويعاقبنا وكل هذه الأفكار
تشوه لنا صورة الله
(مثلما تشوه شكل المسيح بعد الجلد والآلام)

وتبعدنا عنه أكثر وتمنعنا من الرجوع إليه بل نهرب منه
(كما هرب
التلاميذ من بستان الزيتون)
وهي
وطعن لقلبه
المحب
(مثلما طعن يسوع)
وهي
تسمِّر قدرته
(كما سُمِّرَت يدي يسوع
ورجليه)
لأن الله لا
يستطيع أن يعمل بحياتك إن لم تجدد إيمانك به تائباً. (متى 13:58) "ولم يصنع هناك قوات كثيرة
لعدم إيمانهم"،
وعندما نعيش بحالة
الخطيئة نعيش بعيدين عن الله فيصبح الله غير موجود بحياتنا - كأنه
ميت
(مثلما موت يسوع).
وبما أن الله غير
مائت لذلك وان أصبح كالميت بحياة الخاطيء فلا يزال هنالك مجال
للتوبة ليقوم الله من جديد فيحيا
بقلب التائب (مثلما قام يسوع).

وهذا بالذات ما حدث من
آلام مع الرب يسوع المسيح (جرح،
خيانة،
بيع، تعدي،
إهانة وتحقيير،
جلد، تشويه
الشكل، هروب
منه، طعن
وتسمير على الصليب
وموت، وقيامة )
فالآلام التي تحملها الرب يسوع هي صورة تُجسِّد ما تفعله الخطيئة من
آلام بالله
نفسه كل مرة
نخطئ إليه - وهي آلام إلهية غير مدركة بشرياً. فكل مرة نخطئ بها نقوم
بصلب المسيح ثانية كما جاء في الإنجيل المقدس (عبرانيين 6-6:4)
"4 فالذينَ أُنيروا مرَّةً وذاقوا الهِبَةَ السَّماوِيَّةَ وصاروا
مُشارِكينَ في الرُّوحِ القُدُسِ، 5 واَستَطابوا كَلِمَةَ الله
الصالِحَةَ ومُعجِزاتِ العالَمِ المُقبِلِ، 6 ثُمَ سَقَطوا، يَستَحيلُ
تَجديدُهُم وإعادَتُهُم إلى التَّوبَةِ لأنَّهُم يَصلُبونَ اَبنَ الله
ثانِيَةً لِخسارَتِهِم ويُعَرِّضونَهُ لِلعارِ."

لماذا؟

لأننا نفعل مرة أخرى بالله كل ما حدث من خيانة وبيع وإهانة وجلد وجرح
لمحبته وطعن لقلب الله وإماتته - أي كأننا نصلب الله - المسيح
يسوع - ثانية.

أما توبتنا فهي بمثابة
قيامة جديدة لله بحياتنا، فنحيا به ومعه وله. فيصبح هو حياتنا
بعدما كانت حياتنا خارج الله موت.

لا يمكن تفسير لماذا تحمل
الرب الإله يسوع كل هذه الآلام إلا من خلال
عظمة المحبة الإلهية للبشر - فـ "الله محبة" كما يخبرنا الإنجيل.
ولولا
محبة الله للبشر لما كان الإنسان يهين الله بخطيئته ولما كان هناك جرح
لكرامة الله وحبه وطعن لقلبه... فمحبة الله هذه المهانة المجروحة نفسها
جعلته يتحمل كل هذا الألم بالمسيح يسوع ولا زال يتحمله كل مرة تخطئ
إليه حتى الآن !!!
والإنجيل يلخص لنا هذا في عدة آيات ومنها الآية المقدسة "لانه هكذا
احب
الله العالم
حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية." يوحنا 3:16

والسؤال الثاني: كيف يقبل
يسوع كل هذه الإهانات ؟
ولماذا وهو الله لم يوقفها أو يخفف منها أو
يعاقب بعض من عملها ؟
لا زلنا ننظر لأحداث الآلام بمنظار وعقلية
بشرية محدودة، وكم هي بعيدة عن نظرة الله الآب.
لا لن يقوم يسوع بتخفيف
الإهانات ولا معاقبة فاعليها:

لأن هذه هي رغبة الله
الآب كما سبق فأخبر، (أنظر أشعيا فصل 53 مع شرح بأسفل المقال)
مثلاً في أشعيا 53:10 "وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ
سُرَّ اللهُ أَنْ
يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. "
إهانة يسوع وتحقيره لم يكن فقط
مشيئة الله بل وبسرور!! طبعاً يفرح لأن ذلك
سيؤدي لخلاص البشر.
لأن يسوع نفسه أعلن
قبوله التام لكأس الآلام في بستان الزيتون بقوله لله ألآب (لوقا
22:42)
"قائلا يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه
الكأس.ولكن
لتكن لا إرادتي بل إرادتك."
وقول يسوع لبطرس ألا يقاوم لأنه يجب
أن يسلم ابن الإنسان (يوحنا
18:11)

"فقالَ يَسوعُ لبُطرُسَ:
«رُدَ سَيفَك إلى غِمدِهِ! ألا أشرَبُ كأسَ الآلامِ التي جَعَلها
لي الآبُ"
فيسوع يقبل كل ذلك لسبب واحد أنها هذه مشيئة
الله الآب التي ستفرح قلبه لأنها ستدفع الثمن لقبول توبة الخاطيء،
وهذا الثمن هو الدم الطاهر لربنا يسوع المسيح المسفوك على الجلجثة.
لأن رسالة يسوع هي:
المسامحة ومغفرة الخطايا.
فالله لا يكره الخاطئ بل يكره الخطيئة.

الله يحب الخاطئ! وإلا كيف يرحم ويغفر لمن لا يحب ؟
وكم يتوق الله لتوبة الخاطئ،
لقد وُصِفَ يسوع أنه يحب الخونة
والخطاة حسب الإنجيل في
لوقا
7:34
"محب للعشارين والخطاة."
لذلك أتى الله بالجسد بيسوع المسيح ليرفع خطايا العالم والتي
يكرهها ليسمرها على الصليب رافعها إياها عن الخطاة الذين يحبهم.

وهذا ما قاله يوحنا المعمدان عن يسوع "هوذا حمل الله الذي يحمل
خطايا العالم".
و(يوحنا
3:17)
"لأنه لم
يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم."

فيسوع لم يأتِ للدينونة والعقاب بل للغفران والتوبة والخلاص، لذلك لن يعاقبهم يسوع بل سيسامحهم حتى أثناء تطاولهم عليه وهذا ما
نراه بالفعل وهو على الصليب (لوقا
23:34) "فقال يسوع يا أبتاه
اغفر
لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"
لأنه لو عاقب يسوع بعض
من فعلها لكان غير عادل إذ عاقب البعض وترك الآخر.
ولو عاقب
الجميع - أي عقاب كل خاطئ فور خطيئته - لما ترك للخاطيء المجال للندم.
وبهذا لن يترك مجال للمغفرة فكيف ستظهر رحمة الله حينئذٍ إن لم يأخذ
الخاطئ الوقت ليدرك بالتأمل مدى الشر الذي يفعله وهو بالتأكيد لا
يدرك عمق الشر الذي يفعله أثناء ارتكاب الخطئ "لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" .

فكان على الرب أن يتحمل
الآلام والتعيير والبصق بصمت وخضوع تام وهذا ما تخبرنا به النبوة التوراتية
المقدسة (أشعيا 53:7)

"ظُلِمَ وَأُذِلَّ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ، بَلْ كَشَاةٍ
سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا
لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ."
أي عليه أن يتقبل كل الظلم والذل والإهانة بكل خضوع لمعذبيه وبكل صمت
دون أي رفض أو ردة فعل أخرى. وهذه مشيئة الله الآب.

آلام يسوع كانت على
ثلاثه أنواع
1) آلام نفسية: في بستان
الزيتون/البصق/النكران/التعيير/الكراهية له.
2)
آلام جسدية:
الجلد، اللطم، إكليل الشوك، حمل الصليب والسقوط تحته عدة مرات والصلب

3) آلام روحية
رفضه كربٍ من البشر، وتقبله لحمل جميع خطايا العالم وهو القدوس البار
لم يكن سهلاً من ناحية روحية عليه لأن قداسته ترفض تحمل الخطيئة.

الألم
النفسي
بدأ الآلام في
بستان الزيتون، ويخبرنا الإنجيل المقدس عنها بالآيتين:
1) متى 26:38 (مرقس 14:34) فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت.امكثوا
ههنا واسهروا معي.
2) لوقا 22:44 "وإذ كان في جهاد كان يصلّي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات
دم نازلة على الأرض"
مشهد الفيلم للألم النفسي
الذي اجتازه يسوع في بستان الزيتون أثناء الصلاة موفق ومعبر جداً ويجسد
الآيات الإنجيلية السابقة.
ما هو السبب لهذا الحزن
النفسي للمسيح ؟
هذا الحزن يمثل حزن الله الآب منذ سقوط الإنسان بالخطيئة وحتى هذه
اللحظة.
هذا الحزن هو نتيجة الألم الذي يواجهه الله نيتجة الخطيئة (كما شرحنا
سابقاً - وهنا المزيد من القاء الضوء على ذلك):

خيانة آدم لله بأكلةٍ
– ثمرة الشجرة –
وهنا خيانة يهوذا وبيعه لربه ب 30 من الفضة

ونحن نخون الله كل مرة نبحث عن مشيئتنا لا مشيئة الله ؟
هرب آدم من الله
واختبئ وراء شجرة،
والتلاميذ هربوا في بستان الزيتون.
وأنا
أهرب من الله متحججاً بالعمل ومشاغل الحياة فلا أصلي ولا أقرأ
الكتاب المقدس، ولا أذهب الى الكنيسة ...
تنكر آدم لكلمة الله
إذ قال أن آدم سيموت إذا أكل من الشجرة
وبطرس صخرة الكنيسة عروس
المسيح ينكر يسوع.
ونحن يومياً نتنكر لإيماننا ؟!
الله المنخذل من آدم
الذي صدق الحية وكذب الله،
انخذال يسوع من تلاميذه بالذات
الذين خانوه، ونكروه، وأخيراً توما الغير مصدق للقيامة
ونحن اليوم ألا
نخذل الله بتصرفاتنا ونستهزئ به بتعاملنا معه كأنه لعبة نمارسها
أثناء وقت فراغنا فنسميها "صلاة" وكم تكون صلواتنا مثل قبلة يهوذا
من الشفاه فقط لكن الباطن معاكس تماماً أو تكون صلواتنا أشبه باستهزاء الجنود.
قسوة آدم بتعامله مع
الله فلم يترك لله وسيلة لردعه بل بكل تحجر ترك الله وتبع
الحية
قسوة الجنود وعدم شفقتهم على يسوع أثناء الإستهزاء والجلد والصلب.
قسوة
وتحجر قلوبنا وعدم الشفقة وعدم الرحمة بتعاملنا مع الله.
كل هذه
الآلام النفسية تجعل الله يصرخ بفم يسوع قائلاً " نفسي حزينة جدا
حتى الموت"
وهنا يبدأ الألم الجسدي فيتفاعل جسد يسوع بتأثير الضعط النفسي
بالحزن الشديد ليرشح عرقا ودماً فيقول الكتاب المقدس (لوقا
22:44) "وإذ كان في جهاد كان يصلّي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم
نازلة على الأرض"

البصق بوجه الرب يسوع
والتعيير والإستهزاء هي من مسببات الألم النفسي أيضاً،
والله ينبئ بحدوثها ليحضرنا لقبولها والنبوة التوراتية نجدها في (أشعيا
50:6-7) (500 سنة قبل الميلاد)
<blockquote>
"أُديرُ ظَهري
لِلضَّارِبينَ
وخدَّيَ لناتِفي اللِّحى.
وأحتَمِلُ
التَّعييرَ والبَصْقَ.
الرّبُّ يُعينُني فلا أخجلُ. بل أجعَلُ
كالصَّوَّانِ وجهي"

تفسير النبوة:
"أُديرُ ظَهري
لِلضَّارِبينَ (+ أي للجلد على الظهر)
وخدَّيَ لناتِفي اللِّحى (+ لطمات
عديدة على الخد ينتف اللحية ).
وأحتَمِلُ التَّعييرَ والبَصْقَ.
(+الإستهزاء والبصق بوجه يسوع كما يخبرنا الإنجيل المقدس)
الرّبُّ يُعينُني فلا أخجلُ. بل أجعَلُ كالصَّوَّانِ وجهي" (+ أي
أحتمل كل ذلك لأنها مشيئة الله معيني)
</blockquote>

2)

ألألم الجسدي ونبوّات توراتية
الألم من الجلد وحمل الصليب والسقوط تحته وآلام الصلب والموت.
الجلد الشنيع الذي تعرض له
يسوع تتميم للنبوة السابقة ولنبوة المزمور4-129:2
<blockquote>

"«ضايقوني كثيرًا
مُنذُ نَشْأتي، وما قدِروا عليَ.
على ظَهري حَرَثَ الحارِثونَ
وطَوَّلوا أتلامَهُم.
الرّبُّ صالحٌ. قَطَعَ قُيودَ الأشرارِ»".

الحرث على الظهر وطول
الأتلام هي صورة لجلد المسيح.
</blockquote>
بعد الجلد يسوع مليء بالدم
وشكله مشوه تماما كما في النبوات:
<blockquote>
أشعيا52:14 "كثيرٌ
مِنَ النَّاسِ دُهِشوا مِنهُ، كيفَ تَشوَّهَ مَنظَرُهُ كإنسانٍ
وهَيئَتُهُ كبَني البشَرِ."
أشعيا53:2-3 "لاَ
صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ يَسْتَرْعِيَانِ نَظَرَنَا، وَلاَ
مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ.
مُحْتَقَرٌ وَمَنْبُوذٌ مِنَ النَّاس، رَجُلُ
آلاَمٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْن"
</blockquote>
يسوع تحمل عقابين كاملين
الجلد الكامل والصلب

نبوة عن صلب المسيح نجدها
في المزمور الذي يبدأ ب "الهي الهي لماذا تركتني" وهو المزمور الذي
ردده يسوع من على الصليب حين صرخ "الهي الهي لماذا تركتني"

النبوّة ترجع إلى ألف سنه قبل الميلاد (مزمور 22:16-18 )
<blockquote>
"أَحَاطَ
بِي
الأَدْنِيَاءُ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ طَوَّقَتْنِي. (+صالبيه)
ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ.
(+ بالصلب)
صِرْتُ لِهُزَالِي
أُحْصِي عِظَامِي، (وهو على الصليب معرى)

وَهُمْ
يُرَاقِبُونَنِي وَيُحْدِقُونَ فِيَّ.
يَتَقَاسَمُونَ ثِيَابِي
فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يُلْقُونَ قُرْعَةً." (+هذا
ما حدث مع يسوع عندما اقترعوا على رداءه)
</blockquote>
مشهد الفيلم "المسمار
الأول": اليد التي تدق المسمار بيد يسوع على الصليب كأنها يد خارجية،
من أمام الشاشة، ربما هي يد المشاهد –
وهي بالفعل يد ميل جيبسون وكأن المشهد يقول للمشاهد أنك
أنت صلبت المسيح بخطاياك.

شخصية
يسوع المسيح
يسوع سيد الأحداث
(الضابط الكل)
صراع يسوع: فبينما كان الشيطان يجربه ناظراً إليه كان يسوع
ينظر إلى ألآب بالصلاة من المزامير وتنتهي التجربة بأن يكون يسوع مستعد
وبكل ثقة لبدأ رحلة الآلام فيقف نسل المرأة يسوع ويسحق رأس الحية
محققاً الآية:
تك 3:15 "واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.هو يسحق راسك
وأنت تسحقين عقبه."
يسوع مع عبد عظيم الكهنة
ملاخوس – يسوع قادر وها هو يشفي أذن العبد ملاخوس لكنه يستسلم بكل
وداعة للسلاسل.
يسوع يأمر بطرس ليتخلى عن السيف - لا يزال معلم وسيد بطرس - الكنيسة.
يسوع ينظر إلى مريم العذراء لدى دخوله السنهدرين لتصلى في قلبها متقبلة
بداية السيف الذي سيغرس في قلبها.
مع قيافا – يسوع هو الشاهد الحق الذي قبل مجلس السنهدرين شهادته كأنه
وهو الله ذاته الذي سلم ذاته وحكم على نفسه.
يسوع وبطرس: يسوع ينظر الى
بطرس بعد أن نكره بطرس، ليؤكد له أنه لا زال هو الضابط الكل كما سبق
فأخبر عن هذا النكران.
الجلجثة: فلاش باك: يسوع يقول بيدي أن أبذل نفسي وبيدي لي السلطان
لاسترجاعها، لا أحد يأخذها مني، بل أنا أهبها.
أثناء ألآلام يسوع يفكر ويتذكر الأحداث وهو بكامل وعيه.

محاكمة بيلاطس - الروح
القدس يشدد يسوع بصورة حمامة
يسوع يتكلم اللاتينية مع
بيلاطس عن الحقيقة والملك المسيحاني (لماذا؟)
لأن ميل جيبسون من الكاثوليك المحافظين الذين يعارضون ترجمة القداس
والليتورجيا إلى لغات الشعوب بل يفضلون المحافظة على بقائها باللغة
اللاتينية.
لنتأمل:
يسوع يسير بالصليب ليرى الناس على جانبي الطريق وهي تهتف لصلبه
بينما الفلاش باك نرى دخول يسوع لأورشليم بالشعانين كملك منتصر حيث
حشود الهوشعنا تهلل. ولكن هنا في موكب النصر الملكي الحقيقي تبخرت
جماهير الهوشعنا فأين هم أبناء أورشليم "مؤمني الشعانين" كيف تخلوا عن
الملك المسيح الذي هتفوا له قبل أيام لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد
الواحدة ؟
أي مؤمنين نحن اليوم؟
هل نحن مؤمني الشعانين فقط؟
لم يبق حول يسوع سوى أمه ومريم المجدلية ومريم إمرأة كلوبا ويوحنا
الحبيب!
هل إيماننا كإيمان جماهير الهوشعنا أم كإيمان المريمات ويوحنا الحبيب.
هل نتمسك بيسوع دائماً أم نتمسك فقط باللذات (حتى المواهب الروحية والخدمة)
التي تأتي مع يسوع ؟

مريم
العذراء
يخبرنا الإنجيل أن مريم العذراء كانت واقفة هناك عند صليب يسوع.
"وهُناكَ، عِندَ صليبِ يَسوعَ،
وقَفَت أُمُّهُ ...” يوحنا 19:25
والفيلم يستوحي من هذه الآية المقدسة بوصفها الأم "الواقفة" تصرفات
مريم على امتداد مراحل الآلام. فنراها حزينة لكنها واقفة بصمت وربما
بتأمل كما اعتاد أن يخبرنا الإنجيل عنها "وحَفِظَت مَريمُ هذا كُلَّهُ
وتأمَّلتْهُ في قَلبِها" لوقا 2:19.

الفيلم يصور مريم
العذراء كأم لمريم المجدلية وملجأ ليوحنا الحبيب فبعد القبض على
يسوع يلتجأ اليها يوحنا ويلتصق بها داعياً إياها "أمي" ومريم أم
يسوع تشكل بوصلة ليسوع فهي متواجدة على امتداد مراحل الآلام، وهي
التي تتمدد على أرض الهيكل لتتواصل مع إبنها يسوع المحتجز بزنزانة
تحت الأرض.
الأم مريم تستفيق لتقول وبالعبرية : "מה השתנה
הלילה הזה מכל הלילות؟"
(أي: ما تغير بهذه الليلة عن كل الليالي؟)
فتجيبها مريم المجدلية بالعبرية أيضاً :
" היינו במצרים והוצאנו אדוני אלוהנו "
(أي: كنا بمصر وأخرجنا الرب الهنا)
وهي الجمل التي يكررها
اليهود بليلة عيد الفصح.
لقد كان الوقت قبل عيد الفصح
اليهودي، وهنا الأم مريم تعلن عن بداية عرس جديد ووليمة جديدة –
لكن الآن أتت الساعة ومريم تشعر بهذا - ليس كما كان بعرس قانا
الجليل.
الفيلم يربط وبذكاء ذبيحة المسيح بذبيحة الفصح العبري –
يسوع هو الفصح الجديد ذبيحة الإثم.
مريم العذراء
الحزينة تتألم بصمت وتأمل – تعبر عن الحزن الإلهي الساكن.
مريم الأم ليست
بحاجة لتعزية بشرية بل على العكس هي معزية المجدلية ويوحنا وحتى
يسوع نفسه.
دم يسوع ثمين جداً
بعيني الله وأمه مريم لذلك تمسحه الأم مريم من على أرض المسلخ.
التحدي بين مريم
والشيطان - يتبادلان النظرات وكل على جهة مناقضة من مسيرة الصليب،
لكن سرعان ما تتحول نظرات مريم إلى إبنها يسوع.
مريم تطلب من يوحنا
أن يأخذها إلى يسوع.
يوحنا يدعوا مريم
"أمي".
مريم ترى يسوع يسقط
تحت الصليب ولكنها لا تركض لتقيمه كما كانت معتادة لأن يسوع عليه
أن يسقط تحت الصليب ويصلب عليه ليحقق المشيئة الإلهية – ومريم أمه
متفهمة لذلك منذ زمن ولادته، عليها تقبل "أنا آمة الرب ليكن لي حسب
قولك".

هيرودس وبيلاطس:

تعجب هيرودس وبيلاطس من يسوع تذكرنا بالنبوة (أشعيا 52:15)

<blockquote>
"والآنَ تَعجبُ مِنهُ
أُمَمٌ كثيرةٌ ويَسُدُّ المُلوكُ أفواهَهُم في حضرَتِهِ،
لأنَّهُم يَرَونَ غيرَ ما أُخبِروا بهِ ويُشاهِدونَ غَيرَ ما
سَمِعوهُ»."
</blockquote>
عبد الرب
أشعيا52

13 وقالَ الرّبُّ: «ها عبدي ينتَصِرُ. يتعالَى ويرتفِعُ ويتسامَى جدُا.

14 كثيرٌ مِنَ النَّاسِ دُهِشوا مِنهُ، كيفَ تَشوَّهَ مَنظَرُهُ
كإنسانٍ وهَيئَتُهُ كبَني البشَرِ.
15والآنَ تَعجبُ مِنهُ أُمَمٌ كثيرةٌ ويَسُدُّ المُلوكُ أفواهَهُم في
حضرَتِهِ،
لأنَّهُم يَرَونَ غيرَ ما أُخبِروا بهِ ويُشاهِدونَ غَيرَ ما
سَمِعوهُ».

أشعيا53

"1 مَنْ آمَنَ بِكَلاَمِنَا، وَلِمَنْ ظَهَرَتْ يَدُ الرَّبِّ؟

2 نَمَا كَبُرْعُمٍ
أَمَامَهُ، وَكَجِذْرٍ فِي أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ
جَمَالَ يَسْتَرْعِيَانِ نَظَرَنَا (أ) ، وَلاَ مَنْظَرَ
فَنَشْتَهِيَهُ.

3 مُحْتَقَرٌ وَمَنْبُوذٌ مِنَ النَّاس (ب)، رَجُلُ آلاَمٍ
وَمُخْتَبِرُ الْحُزْن (ت)، مَخْذُولٌ كَمَنْ حَجَبَ النَّاسُ عَنْهُ
وُجُوهَهُمْ فَلَمْ نَأْبَهْ لَهُ.
4 لَكِنَّهُ حَمَلَ أَحْزَانَنَا وَتَحَمَّلَ أَوْجَاعَنَا، وَنَحْنُ
حَسِبْنَا أَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَاقَبَهُ وَأَذَلَّه ُ(ث)،

5 إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ مَجْرُوحاً مِنْ أَجْلِ آثَامِنَا وَمَسْحُوقاً
مِنْ أَجْلِ مَعَاصِينَا (ج)، حَلَّ بِهِ تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا،
وَبِجِرَاحِهِ بَرِئْنَا.
6 كُلُّنَا كَغَنَمٍ شَرَدْنَا مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى سَبِيلِهِ،
فَأَثْقَلَ الرَّبُّ كَاهِلَهُ بِإِثْمِ جَمِيعِنَا.
7 ظُلِمَ وَأُذِلَّ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ، بَلْ كَشَاةٍ
سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا
لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.
8 بِالضِّيقِ وَالْقَضَاءِ قُبِضَ عَلَيْه(ح)، وَفِي جِيلِهِ مَنْ
كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ اسْتُؤْصِلَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، وَضُرِبَ
مِنْ أَجْلِ إِثْمِ شَعْبِي؟
9 جَعَلُوا قَبْرَهُ مَعَ الأَشْرَارِ، وَمَعَ ثَرِيٍّ عِنْدَ
مَوْتِه(خ). مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَرْتَكِبْ جَوْراً، وَلَمْ يَكُنْ فِي
فَمِهِ غِشٌّ(د).
10 وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ
سُرَّ اللهُ أَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ.
وَحِينَ يُقَدِّمُ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ فَإِنَّهُ يَرَى نَسْلَهُ
وَتَطُولُ أَيَّامُهُ (ذ)، وَتُفْلِحُ مَسَرَّةُ الرَّبِّ عَلَى
يَدِهِ.

11 وَيَرَى ثِمَارَ تَعَبِ نَفْسِهِ وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي الْبَارُّ
يُبَرِّرُ بِمَعْرِفَتِهِ كَثِيرِينَ وَيَحْمِلُ آثَامَهُمْ.
12 لِذَلِكَ أَهَبُهُ نَصِيباً بَيْنَ الْعُظَمَاءِ، فَيَقْسِمُ
غَنِيمَةً مَعَ الأَعِزَّاءِ، لأَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ،

وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. وَهُوَ حَمَلَ خَطِيئَةَ كَثِيرِينَ،
وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ."
تفسير سريع للآية :
(أ‌) لان منظره تشوه من التعذيب والضرب.

(ب‌) الجميع كان يصرخ اصلبه.
(ت‌) آلام العذابات والجلد والإهانات والصلب.

(ث‌) نعم يسوع كان مذلولاً على الصليب وكأن الله تركه وعاقبه. فهل يُعقل
أن يحدث له مثل هذا العقاب – ولكن هذه هي إرادة الله التي سبق وتنبأ
عنها في التوراة بهذا النص وغيره.
(ج‌) السبب من إذلاله هو لأنه حمل الخطيئة ليصبح الحمل الفصحي الذي
يذبح ليتغاضى الله عن الخطيئة بحسب شريعة موسى – ولكن الخطيئة لم تمحى
بهذه الشريعة بل بالشريعة الجديدة وبدم حمل الله يسوع المسيح كما تتنبأ
الآية.
(ح‌) قبض عليه وليس على سواه. وذلك لينال العذاب ويموت كما هو مكتوب في
النبوءات التوراتية وسترى في تتمة الآيات التالية.
(خ‌) نعم لأنه صلب بين لصين أشرار ومات بينهم ويوسف الرامي الغني هو
الذي حضر موته وأنزله عن الصليب وهذا ما يذكره الإنجيل المقدس.
(د‌) نعم فيسوع لم يرتكب أي خطيئة وهو كلمة الله لذلك لم يكن بفمه غش.
(ذ‌) "نسله" أي النسل الروحي – المؤمنين به – لأنه مات كما رأينا في
(خ) ولا نسل بشري له - "قطع من ارض الأحياء".

"وتطول أيامه" - كيف تطول أيامه بعد أن مات في الآية
(خ)! لأن الله
أقامه من بين الأموات ولن يمت من بعد (لم يحيه الله لفترة ثم يعود إلى
الموت بل أقامه من الموت وهنالك قيامة واحدة من الموت) لذلك تطول أيامه
إلى الأبديه فمن مات وقام لن يمت من بعد.

بانوراما .. تأمل الام ربنا يسوع المسيح La_passion_poster

بانوراما .. تأمل الام ربنا يسوع المسيح Jesus%20carry%20cross

__________________
بانوراما .. تأمل الام ربنا يسوع المسيح Slove4nu

أى كلمات تتناهى ياالهى أمام عظم محبتك
أى دموع تتهاوى ولاتفيد امام لهيب الامك
أى ندم لاينفع امام عظم حنانك
اى حب يمكن ان نقدمه لك
يبدوا حقيرا امام عظم رحمتك
+++
ليس لنا دالة امامك
سوى حنانك وحبك ومغفرتك

يالعظم جرمنا وحقارتنا ودنسنا
ويالعمق مغفرتك

فى دمك الغالى ياسيدى
اغسلنا
طهرنا
نقينا
لك عهدى يايسوع لن احزنك ابدا
صوتى ينادى فى كل الربوع
يامن فوق الصليب
امحو اثمى ياحبيب

موضوع ومجهود أكثر وأكثر من رائع عمو مجدى
فأنا قد شاهدت هذا الفيلم الذى يفوق الخيال فى تجسيد ألام رب المجد
ولكن حضرتك تناولت تحليله بأسلوب رائع جدا... والربط بين كل حدث فى ليلة ألام الهنا وحتى موته وبين النبوات وأحداث العهد القديم
ربنا يديم خدمتك عمو مجدى ويثمرها أكثر وأكثر ...شكرا ليك

صدقينى ياأختنا الغالية ابنة مار جرجس لاأجد كلمات ارد بها على تعبيراتك
ربنا يبارك خدمتك وعملك فى كرم الرب
ومانحن سوى انية يطوعها الفخارى الأعظم حسب مشيئته
ليس نحن بل نعمة الله المعطاه لنا

» أجمل صورة لآلآم ربنا يسوع المسيح
» 2 - أروع مجموعة كليبات لألآم ربنا يسوع المسيح
» تأمل في إن قلب يسوع مثال للمحبة
» تأمل صوت المسيح فى حياتك
» المسيح هو مركز التاريخ - تأمل بالموسيقي للقمص تادرس يعقوب ملطي