بهلوان الأخوان الفنان شفيق بطرس .....

كلنا نعرف من هو(البهلوان) ورأيناه كثيرا منذ الصغر فى ساحات السيرك يقدم عروضه المُضحكة فى فترات ما بين العروض وكل عرض من العروض يُسمى (نمره) أو (شو) فيقدم كل لاعب أو بطل فى السيرك نمرته أو عرضه المميز ويكون عرض نمرة البهلوان فى فترات مابين نمرتين وهى الفترة التى يرفع فيها عمال السيرك أدوات النمرة المُنتهية ويجهزون للنمرة القادمة ويقدم البهلوان عروضه فى هذا الوقت ليُضَحِك الأطفال ويسلى الكبار وليس للبهلوان نمرته المخصصة لكنه يُعتبر(إستبن) وعند الرجوع لكلمة بهلوان نعرف أنها كلمة لها أصول فارسية بمعنى البطل أو الجرىء أو الشجاع الذى يمشى ببراعة فائقة وحرفنة على الحبال والدوائر، وكذلك معناها باللغة العربية (المُهَرِج) صاحب الحيل والألاعيب وبالعامية (يلعب بالبيضة والحجر) أو (بيلعب على الحبل) .

ونرى المُهرج الآن فى حفلات أعياد الميلاد يداعب الأطفال ويضاحكهم بالألوان المختلفة الزاهية فى ملابسه والمساحيق التى تخفى وتغير معالم وجهه ويصنع لهم أشكال حيوانات وطيور بواسطة بالونات طويلة وقطرها صغير حيث يسهل ثنيها وتشكيلها بسهولة ويسر وخفة.

وعندما نترك ساحات الأحتفالات والأعياد وحلبات السيرك، و دخلنا فى عالم السياسة نجد أكثر من بهلوان الآن على ساحة المعترك السياسى المصرى والبهلوان الأساسى وهو (بوص) البهلوانات وصانع ألعابهم ومخترع ألاعيبهم وحيلهم ومُصمم ملابسهم وطابخ مساحيق الألوان التى يدهنون بها وجوههم ليصنعوا أقنعة تغير من ملامحهم وتتوه وتغش كل من يراهم فلا تعرفه يمشى على الأرض أو يعتلى الحبل والسلك المعلق بالهواء أو كيف يلعب بالبيضة والحجر وكيف يتلاعب بمهارة وحنكة بثلاثة كرات يطيحهم فى الهواء فى شكل دائرة كبيرة بين يديه ولو حققنا فى نوعيات هذه الكرات التى يتلاعب بها البوص الكبير للبهلوانات عن طريق المابيت أو(الأراجوز) الذى يمسكه بيديه ويحركه ليعرض به أعماله السحرية وقد أعطاه بين يديه كرة ألا وهى (السُلطة التنفيذية) وكرة أخرى وهى (السلطة التشريعية) وكرة ثالثة وهى (السلطة القضائية)، والآن نرى كيف يصدق الشعب المصرى هؤلاء المهرجون والبهلوانات وهم يعلمون جيداً انهم يخفون ملامحهم وآرائهم خلف أقنعة مزيفة وألوان ومساحيق مبهرجة تخفى حقيقتهم وهم يتقنون التزييف والكذب والغش ولهم باع وتاريخ يصل الى أكثر من ثمانين عاماً من الخداع والكذب والتزييف والقفز فوق أى موجة لتحقيق مصالحهم ومآربهم الخاصة فقط بعيداً كل البُعد عن المصلحة العامة لمصر ولكنهم لهم أجندتهم الخاصة ومصالحهم الخاصة وولائهم الخاص بالحزب والجماعة والبوص الكبير (المرشد)، والشىء المُفزع الآن كيف يقفز البهلوان من فوق الحبل ويترك ساحة السيرك ويجلس على عرش مصر ويستولى على زمام الأمور البوص الكبير وجميع البهلوانات فى فرقتهم ويقطنون الآن فى قصر الرئاسة بطريقة رسمية لكى يوجهون المابيت الذى يلاعبونه فى مواجهة الشعب المصرى بعد سلسلة من الأكاذيب والغش وحركات البهلوانات حتى غشوا شريحة ليست بقليلة من الشعب ولكن أغلب هذه المجموعات قد فاقت وعرفت مدى الغش والكذب والخداع ولوكانت أفاقتهم هذه متأخرة بعض الشىء لكنها على الأقل تُعتبر إفاقة ونوبة صحيان نتمنى ان تنتشر فى كل ربوع مصرنا الغالية، ونجد الآن فى ثورة مصر الثانية فى 24 أغسطس مجموعات غير قليلة من منظمات حقوقية من النشطاء المسلمين المعتدلين والأقباط ومجموعات من شباب الثورة من المسلمين والأقباط كل هؤلاء يعلنوها على الملا أنهم ضد الأخوان وضد حكم الأخوان وضد أخونة الدولة وأنتشار كوادرهم فى كل مفاصل الدولة، اليوم نرى بهلوانات الأخوان فى القصر الجمهورى والمجالس النيابية وفريق الرئاسة وأخيراً من يجلس على الكرسى (الحاج مرسى) والسؤال الآن هل يرتضى الشعب المصرى العظيم صاحب أرقى وأعرق الحضارات أن يتحكم فى مصيرهم هؤلاء البهلوانات؟ وهل يكون رئيس مصر بلاد الحضارة والرقى والتاريخ العريق عبارة عن مابيت خائب فى يد (البوص الكبير) المرشد بهلوان الأخوان؟