سماسرة أسلمة المسيحيين في الإسكندرية
تامر صلاح الدينالواقعة لا يعرفها الكثيرون في الاسكندرية لكنها حدثت بالفعل، توجد الآن تسعيرة ثابتة تدفع لسماسرة الأسلمة مقابل كل فتي أو فتاة قبطية يدخلان الإسلام، وهي تسعيرة لم تتغير في مناطق الاسكندرية كلها من السيوف إلي العامرية ومن الحضرة إلي غيط العنب، ويقف وراء هذا التمويل الهائل رجال أعمال يدفعون لكل سمسار عشرة آلاف جنيه عن الشاب وسبعة آلاف عن كل فتاة، مستغلين في ذلك فقر بعض الأقباط وحاجتهم إلي المال فيغرونهم بالمال للدخول في الإسلام.
حققنا في الواقعة وتحدثنا مع مسلمين وأقباط من أطراف القضية، وفوجئنا أنهم يتحدثون معنا بمنتهي الصراحة، وهي صراحة لم تخل من اتهامات متبادلة بين الشيخ غنيم الذي يرعي الأسلمة وبين أهالي الأولاد الأقباط، وصلت إلي حد التجريح في السمعة وبعضها أقر بها أصحابها.
المثير في القضية أن الشيخ غنيم- نحتفظ باسمه كاملا وبياناته- يدعي أن أقارب رموز قبطية عديدة دخلوا الإسلام وأوراق إشهار الإسلام التي لديه تؤكد ذلك، لكن مصادر قبطية أكدت لنا أن هناك أسماء عديدة تحظي باحترام وتقدير من قبل رجال الشرطة تقف وراء أسلمة الأقباط من بينهم مهندس زراعي يمتلك فيللا في منطقة الكافوري ويناديه ضباط الداخلية بالدكتور، وقد استطاعت إحدي الفتيات أن تخرج من فيللته بالحيلة وقدمت ضده بلاغا في قسم الشرطة لكن البلاغ تم حفظه.
الفتاة أغرت شابا مسلما- كما تقول المصادر - وهربت معه فاصطحبها إلي فيللا الدكتور لتشهر إسلامها، وهناك وجدت مجموعة من الفتيات المسيحيات، عندما انفردن بها قلن لها لا تطيعي الدكتور، فقالت لصديقها المسلم إنها تمتلك مبلغا من المال تحتفظ به في غرفتها مع مشغولاتها الذهبية وأقنعته بضرورة إحضار هذه الأشياء لتعينهم علي الحياة، وهكذا استطاعت أن تخرج.
الواقعة الأغرب والتي تؤكد أن الأسلمة تحولت إلي بيزنس وتجارة هي واقعة الشاب فادي، لأن السمسار هذه المرة كان مسيحيا من منطقة غيط العنب، وقد حصلت الداخلية علي تسجيلات صوتية يطلب السمسار فيها من والد الشاب ربع مليون جنيه حتي يعيد له ابنه الذي اسلم، وهي الواقعة التي تعاطف معها الأمن بعد أن أصبح فادي بعيدا عن بيته ودراسته وحتي عن أولئك الذين أقنعوه بإشهار إسلامه، وقد وجده أبوه في منطقة ميامي وأعاده إلي بيته ودراسته مرة أخري.
أما أحدث الوقائع والتي لا تزال ساخنة فقد وقعت في منطقة الحضرة الجديدة وتحديدا في شارع الزهور وبدأت في شهر مارس الماضي، وانتهي الفصل الأول منها في قسم شرطة سيدي جابر، ومن المنتظر أن يبدأ الفصل الثاني في محل سكن الفتاة التي أسلمت والتي ستتزوج من سيد كنانة المسجل خطر مخدرات الأسبوع القادم وهي تحمل جنينا في شهره الرابع باعترافها أمام أمها.
في هذه الواقعة تحديدا اعترف لنا الشيخ غنيم الذي يعيش في كفر الدوار أنه سيدعو قسيسا إلي هذا الفرح رغم بأنه كما قال لنا لا يرضي عن هذه الزيجة، أما تفاصيل هذه الواقعة فقد كانت كالتالي:
في السابعة من صباح 10 مارس خرجت دميانة كامل فوزي من مواليد 18 أكتوبر 88 من بيتها متوجهة إلي الكنيسة ولم تعد، في اليوم التالي ذهبت الأم وحررت المحضر رقم 3842 لسنة 2008 إداري سيدي جابر وأرفقت صورة لابنتها، كما سألت عنها كل معارفها وجيرانها المسلمين والمسيحيين.
بعد فترة أخبرها الجيران أن تسأل أحد تجار المخدرات بالمنطقة واسمه سيد كنانة، لكن سيد أنكر ي معرفة بالفتاة، وفي الأسبوع الماضي وبسبب إلحاح الفتاة عليه أخبرها أن ابنتها أشهرت إسلامها لكنه رفض أن يخبر الأم بمكانها، وإن كان أعطاها رقم أحد الشيوخ الذي يقيم في كفر الدوار بمحافظة البحيرة، تحدثت معه، لتعرف منه انه زوجها لأحد أصدقائه لأنه شخصيا متزوج من ثلاث نساء، وقال للام إنها لن تري ابنتها إلا إذا أعلنت إسلامها هي الأخري، جارته الأم فيما يقوله فحدد لها موعدا في الثامنة مساء اليوم نفسه أمام «بنزينة» صبري في منطقة السيوف بالإسكندرية وأخبرها أن تأتي بمفردها، لكن كاهن الكنيسة طلب منها أن تصطحب معها من يراقبها حتي لا يحدث لها مكروه.
في الموعد اتصل بها الشيخ وأخبرها أنها كاذبة وأنها لن تري ابنتها مرة أخري وهددها بحرق المنطقة التي تسكن فيها ويذاء ابنها الآخرين، وقال إن ابنتها دميانة اسلمت وأصبح اسمها فاطمة وأنه لا شارون ولا شنودة يستطيعان استرداد الفتاة منه، وفي صباح 7 ميو ذهبت الأم لاستخراج شهادة ميلاد لابنتها لتتاكد من صحة إدعاء الشيخ، وفي السجل المدني أخبرها الموظفون بصورة ودية أن ابنتها حضرت بصحبة ثلاثة رجال وقدمت لهم شهادة رسمية تفيد إشهار إسلامها، ثم غيرت اسمها في شهادة الميلاد.
في اليوم نفسه توجهت الأم بصحبة جوزيف ملاك المحامي إلي قسم سيدي جابر لعمل محضر بالوقائع الجديدة، حمل المحضر رقم 56 أحوال، طالبت الأم في المحضر التأكد من إشهار إسلام ابنتها وحمية ابنيها الآخرين من تهديدات الشيخ غنيم، وهي في القسم كلمها الشيخ غنيم وقال إنها ستتحمل نتيجة ذهابها إلي القسم، ثم طلب منها أن يتحدث مع المأمور الذي ظل يستمع إليه لمدة خمس دقائق.
بعدها طلب منهم المأمور إعادة النظر في أقوالهم، لكن الموقف ازداد اشتعالا عندما حضرت دميانة إلي القسم وهي ترتدي النقاب وبصحبتها فتاة أخري قيل إنها سيد كنانة بينما ينتظرها في الخارج ثلاثة رجال آخرين.
حررت الفتاة محضرا لم يستطع المحامي ان يطلع عليه، وأخبرهم المأمور أنه سيحيلهم جميعا إلي النيابة، وطلب الأمن من الأم عدم التعرض للفتاة بي طريقة حتي لا تقع تحت طائلة القانون.
أفرجت النيابة عن دميانة وسيد كنانة الذي كان أصدقاؤه ينتظرونه وتحت ملابسهم الأسلحة البيضاء لإرهاب الأم التي أكدت أن كنانة حصل علي سبعة آلاف جنيه ليتزوج من إبنتها وأن اهالي المنطقة أكدوا لها أنه بمجرد أن ينفق الفلوس سيرمي ابنتها «رمية الكلاب»، وإن كانت الأم قد أكدت أن ابنتها اتصلت بها وأخبرتها أن تبتعد عنها وتعيش حياتها.
تحدثنا مع الشيخ غنيم الذي قال الكثير بالفعل: فتاة الحضرة اسمها شهد أما فاطمة فهي فتاة أخري وقد قابلت شهد أول مرة عندما جئت إلي الإسكندرية لأتمم إشهار إسلام رجل مسيحي طلب مني أن أرعي معه شهد يضا.
قلت له:ومن فوضك لإشهار إسلام المسيحيين؟
فقال:يتم إشهار الإسلام في الأزهر ثم يأتوا لنا لنعلمهم دينهم قلت له:لكن الفتاة قالت إنها وجدت لديك فتيات أخريات من القاهرة والمنصورة فهل توجد حالات كثيرة؟
فقال:البنات يعذبن في الكنيسة ولدينا فتاة عمرها 16 سنة ولم تعد تطيق سماع سيرة النصاري، ولدينا فتيات كثيرات يردن الدخول في الإسلام...بل لدينا أسرتان كاملتان تريدان إعلان إسلامهم.
سألته عما دار بينه وبين مأمور قسم سيدي جابر في التليفون؟، فقال: أنا لا اتعامل مع ضباط الأقسام ولكن مع ضباط امن الدولة بشكل مباشر.
قلت له وماذا فعلت في أمن الدول؟ فقال: ولا حاجة مجرد أسئلة عادية، سألته، ومن ين تنفق علي هؤلاء جميعا؟
فقال بغموض:الخير من عند الله، وأنكر أنه يتلقي تمويلا من ي جهة خارجية، وإن كان لم ينكر أن لديه بيتا في كفر الدوار وآخر في الاسكندرية وتجارة واسعة في كفر الدوار.
عدنا لفتاة الحضرة قلنا له: هل أعطيت سيد كنانة سبعة آلاف جنيه ليتزوج من الفتاة؟فقال:لا لم يحدث فالمسلمون فقراء لا يملكون هذه الأموال، وقد أتم سيد كتب الكتاب ولم يبق غير الفرح الذي سندعو إليه القساوسة، سارعت وقلت له:سيد هذا مسجل خطر فهل أنت راض عن هذه الزيجة؟ فقال :بصراحة لا لكنها تحبه وكانت تريد دخول الإسلام لتتزوجه والحمد لله قمنا بتعليمها.
المفاجأة في هذا الملف لم تأت بعد...فدميانة أو فاطمة أو شهد ادعت أمام النيابة أن كامل فوزي ليس أبيها وإنما زوج أمها، كما دعت يضا أن أمها أرادت إشهار إسلامها من قبل وتراجعت، وهو ما نفته الأم تماما، كما نفت مصادر من داخل الكنيسة دعاء الشيخ غنيم بأن الأم هربت مع عشيق لها، لكن المدهش أن الأمن نفسه تحدث مع الأطراف الحقوقية التي تتابع الموضوع وحذرها من الزج باسمه في هذه القضيا وادعت مصادر أمنية أن الأم وابنتها من الأساس مسجلتين خطر آداب.