دماء سيدة النجاة لن تهدد كنائس مصر
كتب ـ علي السيد: لماذا تهدد القاعدة كنائس مصر عن طريق دولة العراق الإسلامية؟ ولماذا الآن والعراق يعيش أزمة فراغ سياسي, وفضائح عن جرائم إبادة جماعية بأوامر من قيادات بارزة في الحكم؟
ولماذا تحتجز دولة العراق رهائن مسيحيين في كنيسة سيدة النجاة لتفرج عن سيدتين مصريتين تري أنهما احتجزتا في الأديرة المصرية؟ ولماذا لم تفعل ذلك حين كانت أسيرات العراق في سجون الاحتلال الأمريكي وتمارس ضدهن جرائم أخلاقية وانسانية؟ ولماذا لم يطالبوا بالإفراج عن أسيرات القاعدة القابعات في سجون العراق؟ ولماذا لم تقم قاعدة العراق باحتجاز رهائن من أجل آلاف الأسيرات الفلسطينيات المعذبات في سجون الاحتلال الإسرائيلي؟ ولماذا نفذت السلطات العراقية عملية الاقتحام لكنيسة سيدة النجاة من دون تفاوض مع الخاطفين المسلحين, كما يحدث في أي بلد؟
هل تنظيم القاعدة هو الذي يهدد مصر من العراق, أم هناك من يريد لمصر الدخول في الفوضي الخلاقة لتشارك العراق دوامة الفتنة الطائفية التي لا يوجد مؤشر علي انتهائها؟ ولماذا تحدث تلك الجريمة النكراء بعد يوم واحد من دعوة السعودية للفرقاء العراقيين, لكي يجتمعوا في الرياض للبحث في حل لأزمة تشكيل الحكومة أم أن في العراق من يريد أن يغطي علي فضيحة نشر وثائق تدين أشخاصا في الحكومة العراقية وفي مقدمتهم نوري المالكي, رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته. وتتهمهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد السنة, لإثبات أن تلك الجرائم تمت ضد الإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء خصوصا المسيحيين المسالمين وليس السنة؟
الأسئلة كثيرة والاجابات لايمكن أن تتجاهل التوقيت والطريقة التي تمت بها العملية, خصوصا أن كنائس العراق مؤمنة بشكل كبير بعد تعرض بعضها لتهديدات وجرائم جرت في السابق, فضلا عن أن تأمين كنيسة في يوم قداس ليس أمرا صعبا.
وكان موقع ويكليكس قد كشف في400 ألف وثيقة عن أن الجرائم في العراق حدثت من دول وحكومات ومنظمات وميليشيات, أغرقت العراق في بحر من الدماء والطائفية, وأن القتل علي الهوية كان ومازال هو اللغة السائدة علي أرض الرافدين, وهذا ما يصعب حدوثه في مصر.
فمن كل فج خرج الإرهاب, ليحصد أرواح العراقيين, فالذين اعتلوا السلطة نشروا الطائفية أو قادوا فرق الموت التي مارست الإبادة الجماعية وفقا لوثائق ويكيليكس التي أشارت بأصابع الاتهام الي أمريكا وإيران ونوري المالكي.