رشا خـادم أم النــور
المزاج : كوووول الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: اليوم الثالث من شهر بؤونه المبارك...... الأحد 10 يونيو 2012, 12:51 pm | |
| اليوم الثالث من شهر بؤونه المبارك
1.بناء أول كنيسة لمار جرجس ببلدتي برما وبئر ماء بالواحات. 2.نياحة القديسة مرتا المصرية. 3. شهادة القديس الشهيد اللاديوس الأسقف. 4.نياحة البابا قسما البطريرك ( 44 ). 5.نياحة القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة.
1 ـ فى مِثل هذا اليوم بُنيت أول كنيسة على اسم الشَّهيد العَظيم مار جورجيوس بالديار المصريّة ببلدة بئر ماء بالواحات، كما كُرِّست بِاسمه فى مِثل هذا اليوم أيضاً كنيسة فى بلدة برما مركز طنطا. وذلك أنه بعد هلاك دقلديانوس ومُلك الملك البار قسطنطين هُدِمَت هياكِل الأوثان، وبُنيت الكنائس على أسماء الشُّهداء الأبطال، الذين جادوا بدمائهم فى الذود عن الإيمان.
وكان بالديار المصرية قَومٌ مِن الجنود المسيحِيِّين، وهبوا جُزءاً مِن الأرض المُقامة عليها برما الآن. وكان مِن بَينهم شاب تَقي وديع، يُقيم بِقطعة مِنها مع بعض المُزارعين. وكان بتلك الجهة بِئر لِلشُرب. فسمع هذا الشاب بعجائب العظيم فى الشهداء جورجيوس، فسعى حتى حَصل على سيرتهُ، وكتبها وصار يتعزى بقراءتها بغير ملل.
وحدث فى ليلة اليوم الرابع والعشرين من شهر بشنس، وهو قائم يُصلِّي أن رأى جماعة من القـديسين وقد نـزلوا بجـوار هـذه البئـر، يُسـبِّحـون الله ويُرتِّلون بأصواتٍ ملائكية، وهم مُحاطون بنور سماوي، فاستولت عليه الدهشة. وعندئذٍ تقدم إليه واحد منهم فى زى جندي، وعرَّفه أنه جورجيوس الذى استشهد على يد دقلديانوس. وأمره أن يبني له كنيسة فى هذا الموضع، لأن هذه مشيئة الرب. ثم ارتفعت عنه الجماعة إلى السَّماء وهم يُمجدون العَلِيّ. وقضى الشاب ليلته مُتيقظاً حتى الصباح، ومرت عليه عدة أيام وهو يفكر كيف يبني هذه الكنيسة، وهو لايملك ما يقوم بنفقات جزء بسيط منها. وفى إحدى اللَّيالي وهو واقف يُصلِّي، ظهر له الشهيد العظيم جورجيوس وحدد له مكان الكنيسة. ثم أرشده إلى مكان وقال له: احفر هنا وستجد ما تبني به الكنيسة. ولما استيقظ فى الصباح ذهب إلى حيث أرشده الشهيد الجليل، وحفر فوجد اناء مملوءاً ذهباً وفضة، فسبَّح الله وعظَّم قديسه وبنى الكنيسة. ثم استدعى الأب البطريرك وكرَّسها فى مثل هذا اليوم. وبُنيت المنازل بجوار هذه الكنيسة، وسُميت هذه الجهة ( بئر ماء ) نسبة إلى بئر الماء الذى بُنيت بجوارها الكنيسة.
ويُجرى الاحتفال بهذا التذكار المجيد فى هذه البلدة سنوياً. وهناك تظهر الآيات الباهرة من إخراج الشياطين وشفاء المرضى بشفاعة هذا الشهيد العظيم. صلاته تكون معنا. آمين.
ونُقِلت أعضاء القديس جورجيوس التى كانت محفوظة فى بيعته من مدينة بئر ماء بالواحات إلى دير أنبا صموئيل بمعرفة رهبانه، وذلك فى أيام الأب القديس متاووس البطريرك ( 87 )، ورئاسة الأب القس زكري ابن القمص والأب الراهب سليمان القلموني.
وفى عهد رئاسة البابا غبريال البطريرك ( 88 ) نُقِلت أعضاء القديس إلى الكنيسة المعروفة بِاسمه بمصر القديمة وكان ذلك فى يوم 16 أبيب سنة 1240 ش ( 10 يولية سنة 1524 م ).
صلاته تكون معنا. آمين.
2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً تنيحت المجاهدة الناسكة القديسة مرتا. وُلِدت بمصر من أبوين مسيحيين غنيين. ولما شبت اندفعت وراء الأميال الشريرة فهوت فى نجاسة السيرة، ولكن رحمة الله تداركتها من العلاء، فحركتها للذهاب إلى الكنيسة فى يوم عيد الميلاد. فلما وصلت إلى بابها وهمت بالدخول، منعها الخادم الموكل بالباب قائـلاً: " انكِ غير مُستحقة أن تدخُلى بيت اللـه المُقدَّس، وأنت كما تعلمين " . وحصلت بينهما ضجة سمعها الأسقف، فأتى إلى الباب ليرى ما الخبر . فلما رأى الفتاة قال لها : " أما تعلمين أن بيت الله مقدس ولا يدخله غير الطاهر؟ " . فبكت وقالت : " اقبلني أيها الأب، فإنني تائبة من هذه اللحظة، ومصممة على عدم العودة إلى الخطية " . فقال لها: " إن كان الأمر حقاً كما تقولين فاحضري لي ملابسك الحريرية وزينتك الذهبية وتعالي إلى هنا ". فمضت بسرعة وأحضرت كل ما كان لها من حلي وملابس، وقدَّمتها إلى الأب الأسقف فأمر بإحراقها فى الحال. ثم حلق شعر رأسها وألبسها ثياب الرهبنة، وأرسلها إلى أحد أديرة الراهبات، وهناك جاهدت جهاداً عظيماً. وكانت تقول فى صلاتها: " يارب إن كنت لم أحتمل الفضيحة من خادم بيتك، فلا تفضحني أمام قديسيك وملائكتك ". ولبثت مدة خمس وعشرين سنة فى الجهاد، لم تخرج فى أثنائها من باب الدير حتى تنيحت بسلام.
صلاتها تكون معنا. آمين
3 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً. استشهد القديس اللاديوس أسقف إحدى بلاد المشرق. وذلك أنه كان فى يوم من الأيام يوبِّخ الوالي يوليكيوس على عبادته الأصنام. فقال له الوالي: إذا كنت فى نظرك كافراً لأني لا أعبد المصلوب، فها أنا أجعلك أنت أيضاً تترك عبادته. تم سلَّمه لأحد نوابه وأمـره أن يُعذبه بلا رحمة مدة سنة. ولما لم ينثنِ عن عزمه الصادق أوقــد
ناراً فى حفرة وطرحه فيها فلم تمسسه بأذى. فآمن جمع كثير وأمـر الوالي بقطع رؤوسهم، وأخيراً أخرجوا القديس من الحفرة وأمر بضرب عنقه، فاستودع روحه بيد السيد المسيح ونال إكليل الشهادة.
صلاته تكون معنا. آمين.
4 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً: تنيح البابا قسما الأول سنة 446 ش ( 24 يونية سنة 730 م ) وأصله من أبي صير، وترهب بدير أبي مقار، ورُسِمَ بطريركاً رغماً عنه يوم الأحـد 30 برمهات سنة 445 ش ( مارس 729 م )، ولم يبرح منذ توليه الكرسي عن السؤال كي ينيح الله نفسه سريعاً. فأجاب الله طلبته بعد أن تولى على الكرسي مدة سنة واحدة وثلاثة شهور.
صلاته تكون معنا. آمين.
5 ـ وفيه أيضاً تنيح القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة، وذلك فى سنة 1630 للشهداء الأبرار ( 10 يونيو سنة 1914 م ). وُلِدَ هذا القديس وكان اسمه بولس فى سنة 1545 ش ( 1829 م ) بعزبة جلده مركز ملَّوى مديرية المنيا من والدين تقيين فربياه تربية مسيحية وأدخلاه الكُتَّاب، فتلقى فيه العـلوم الدينية والتراتيل الكنسية. ولمَّا أظهر نبوغاً بين أقرانه رسمه الأنبا يوساب أسقف صنبو شماساً على كنيسة جلـده، ومال قلبه إلى الرهبنة فقصد دير المحرق ورُسِمَ راهباً بِاسم بولس غبريال المحرقي فى التاسعة عشرة من عمره.
وكان وديعاً متواضعاً طاهر السيرة كثير الانفراد للصلاة، فأحبه الرهبان حُباً جماً، وسمع به وقتئذٍ الأنبا ياكوبوس أسقف المنيا، فاستدعاه إليه واستبقاه مدة بالأسقفية رقاه فى أثنائها إلى رتبة قس، ولما عاد إلى ديره الذى كان عامراً وقتئذٍ بالرهبان الأتقياء، اتفقت كلمتهم على أن يختاروه رئيساً للدير لهم بعد وفاة رئيسهم. ورُقيَ قمصاً فى أيام البابا ديمتريوس الثاني البطريرك ( 111 )، ولبث خمس سنوات رئيساً للدير، كان فيها الدير ملجأ لآلاف الفقراء حتى أُطلِقَ عليه أب الفقراء والمساكين. ولم يأل جهداً فى مدة رئاسته نحو تحسين حالة الدير روحياً ومادياً وإنماء ثروته وإصلاح أراضيه الزراعية. وكان كلما ازداد براً بالفقراء وإحساناً لليتامى والأرامل، ازداد حقد بعض الرهبان عليه، لأنهم كانوا يعتبرون هذه الأعمال الخيرية إسرافاً وتبذيراً. فتذمروا عليه وشكوه إلى الأنبا مرقس مطران البحيرة الذى كان قائماً وقتئذٍ بالنيابة البطريركية لوفاة البابا ديمتريوس، فقبِل شكايتهم وعزله من رئاسة الدير. وبعد زمن يسير من اعتزاله الرئاسة، ترك دير المحرق وذهب إلى دير البراموس، وأقام به مدة لا عمل له إلا درس الكتاب وتعليم الرهبان، وكان رئيس الدير وقتئذٍ القمص يوحنا الناسخ، الذى صار فيما بعد البابا كيرلس الخامس البطريرك ( 112 ).
وذهب إلى دير البراموس مع القمص بولس رهطٌ من رهبان دير المحرق، الذين لم يعجبهم حال إخوانهم المُتذمرين به. وفى سنة 1597 ش ( سنة 1881 م ) اختاره البابا كيرلس الخامس، أسقفاً لإبروشية الفيوم والجيزة، بدلاً من أسقفها المتنيح الأنبـا ايساك، فتمت رسامته بِاسم الأنبا ابرآم. وقد اشتهر فى مدة أُسقفيته بأمرين :
الأول : عطاياه للفقراء الكثيرين الذين كانوا يقصدون دار الأُسقفية فيهبهم كل ما يكون لديه من المال. وقد جعل دار الأسقفية مأوى لكثيرين منهم. وكان يُقدِّم ثياباً للعريانين وطعاماً للجائعين، ولم يسمح مُطلقاً بأن يُقدَّم إليه طعام أفخر مما يُقدَّم للفقراء. واتفق مرة أن نزل ليتفقد الفقراء وهم يتناولون فلاحظ أن الطعام الذى قُدِّم إليه فى ذلك اليوم، كان أفخر مما وجده أمامهم . فساوره الحزن وفى الحال أقال الراهبة التى كانت موكلة بخدمة الفقراء من عملها.
أما الأمر الثاني الذىاشتهر به فهو صلاة الإيمان التى جرت بواسطتها على يديه آيات شفاء عديدة، حتى ذاع اسمه فى أنحاء القُطر وبعض بلدان أورُبا أيضاً، وكان يقصده المرضى أفواجاً على تبايُن أديانهم فيتباركون بصلاته وينالون الشفاء.
وكان الأنبا ابرآم واسع الإطلاع على الكتب المقدسة، يُلقي على زائريه دائماً نصائح وتعاليم وعظات تدل على وفرة علمه بأسرار الكتاب المقدس، ولكن الأهم من ذلك أنه كان ذا صفات نقيَّة وفضائل جمّة. ومن أخص تلك الصفات إنكاره لذاته إنكاراً شديداً، وزهده الحقيقي فى ملاذ الحياة وأمجادها، فطعامه ولباسه لم يتجاوزا قط حد الضرورة، ونفسه لم تكن تطمح إلى أبهة المناصب والرتب، حتى أن البطريرك لما أراد أن يرفعه إلى رتبة المطرانية، اعتذر عن قبولها بقوله أن الكتاب المقدس لا يذكر من رُتب الكنيسة إلا القسيسية والأسقفية. ومن صفاته أيضاً أنه كان صريحاً إلى أقصى حدود الصراحة فى إبداء رأيه. ولا ينظر فيما يقول إلا إلى الحقِّ لذاته فتتضاءل أمامه هيبة العظماء ومراكز الكُبراء أمام هيبة الحقّ وجلاله. ولذلك كان مطارنة الكنيسة وأساقفتها يتقون غضبه ويتمنون رضاه.
وانتقل الأنبا ابرآم إلى النعيم فى 3 بؤونه سنة 1630 ش ( 10 يونيه 1914 م ) فشيَّعه إلى القبر أكثر من عشرة آلاف نفس من المسلمين والمسيحيين، ووُضِعَ جثمانه الطاهر فى المقبرة المُعدة له فى دير العذراء بالعزب. وقد ظهرت منه آيات كثيرة بعد وفاته حيث لم تزل مقبرته مزاراً لذوي الحاجات والأوجاع
| |
|