رشا خـادم أم النــور
المزاج : كوووول الهواية : [table style="WIDTH: 150px; HEIGHT: 100px" border=3][tr][td][أولاد أم النور][/td][/tr][/table]
| موضوع: اليوم السابع عشر من شهر توت المبارك الخميس 27 سبتمبر 2012, 10:33 am | |
| اليوم السابع عشر من شهر توت المبارك
1. تذكار ظهور الصليب المجيد. 2. نياحة القديسة تاؤغنسطا.
1ـ نُعيِّد في هذا اليوم بتذكار ظهور الصليب المجيد الذي لربنا يسوع المسيح. هذا الذي أظهرته الملكة المحبة للإله القديسة هيلانة أم قسطنطين من تحت كوم الجلجثة الذي أمرت بإزالته، أما سبب وجود هذا الكوم فهو أنه لما رأى رؤساء اليهود كثرة العجائب التي تظهر من قبر المُخلِّص من إقامة الموتى وإبراء المُقعدين، غضبوا ونادوا في جميع اليهودية وأورشليم: كل من كنس داره أو عنده تراب، فلا يلقيه إلاَّ على مقبرة يسوع الناصري، واستمر الحال على ذلك أكثر من مائتي سنة حتى صار كوماً عظيماً. ولما حضرت القديسة هيلانة وسألت اليهود عن موضع الصليب لم يفيدوها. وأخيراً أرشدها بعضهم عن رجل يهودي مُسن يُسمى يهوذا يعرف مكانه فاستدعته فأنكر أولاً. ولمَّا شددت عليه أعلمها مكان الكوم. فأزالته وأخرجت منه الصليب المقدس وبنت كنيسة وكُرِّست، وعيد له في السابع عشر من شهر توت. وصارت الشعوب المسيحية تحج إليها مثل عيد القيامة.
واتفق أن كان إنسان مسافراً هو وجماعته مع الشعب إلى أورشليم يُدعى إسحق السامري، هذا كان يُبكت الناس على تكبدهم المتاعب في الذهاب إلى أورشليم للسجود لخشبة. وكان مع الشعب قس يُسمى أوخيدس، وفيما هم سائرون في الطريق عطشوا، ولم يجدوا ماء فأتوا إلى بئر فوجدوا ماءها نتناً مراً، فضاق صدر الشعب جداً. وابتدأ إسحق السامري يهزأ بهم ويقول إن أنا شاهدت قوةً بِاسم الصليب آمنت بالمسيح. فغار القس أوخيدس غيرةً إلهيةً وصلَّى على الماء النتن ورشمه بعلامة الصليب فصار حلواً. وشرب منه كل الشعب ودوابهم. أما إسحق فإنه لما تناول وعاءه ليشرب وجده نتناً مدوداً. فندم وبكى وأتى إلى القديس القس أوخيدس وخر عند قدميه وآمن بالسيد المسيح. وشرب من الماء فوجده حلواً. وصار في ماء هذا البئر قوة أن يكون حلواً للمؤمنين، ومراً لغيرهم. كما ظهر فيه صليب من نور. وبنوا هناك كنيسة.
ولما وصل إسحق السامري إلى مدينة القدس ذهب إلى أسقفها واعتمد منه هو وأهل بيته.
أمَّا ظهور الصليب المجيد على يد الملكة هيلانة فكان في اليوم العاشر من برمهات. ولأنَّهُ دائماً يكون في الصوم فقد استبدله الآباء بيوم 17 توت الذي هو تكريس كنيسته.
والمجد والسجود لربنا يسوع المسيح إلى أبد الآبدين. آمين.
2ـ وفيه أيضاً تنيَّحت المطوَّبة ثاؤغنسطا. كانت على أيام أنوريوس وأرغاديوس الملكين البارين، وحدث أنه في أحد الأيام أتى رُسل من قِبَل ملك الهند بهدية للملكين، وفي طريق عودتهم وجدوا هذه العذراء ثاؤغنسطا وفي يدها كتاب تقرأ فيه. فاختطفوها وانطلقوا بها إلى بلادهم، وصارت رئيسة على حشم الملك ونسائه. واتفق أن ابن الملك مرض مرضاً شديداً، فأخذته في حضنها وصلبت عليه بعلامة الصليب، فعوفي في الحال. فشاع الخبر في تلك البلاد، ومن ذلك اليوم أُعتقت ونالت حريتها.
واتفق أن الملك ذهب إلى الحرب فحلَّ حوله قتام وضباب، ولمعرفته بعلامة الصليب التي ترشمها ثاؤغنسطا، صلب على الريح فصار صحواً، وبعلامة الصليب غلب أعداءه.
ولمَّا عاد من الحرب خر عند قدمي القديسة طالباً المعمودية المقدسة هو وأهل المدينة. فعرفتهم أنَّهُ ليس لها أن تُعمِّد، فأرسلوا إلى الملك أنوريوس يعرفونه بقبولهم الإيمان، ويطلبون منه قساً يُعمِّدهم. فأرسل لهم قساً حبيساً قديساً فعمَّدهم جميعاً. وناولهم من جسد المسيح ودمه. ففرحت العذراء بمجيئه. وتبارك كل منهما من الآخر، وأقامت لها ديراً اجتمع فيه كثيرات من العذارى اللواتي رغبن في الرهبنة.
ولمَّا عاد القس إلى الملك وأعلمه بعودة أهل المدينة إلى الإيمان بالسيد المسيح فرح كثيراً، واتفق مع البطريرك على رسامة القس أسقفاً وإعادته إليهم. فابتهجت نفوسهم، وكانوا قد بنوا كنيسة عظيمة، واحتاجوا إلى أعمدة. وكان هناك هيكل كبير للأوثان به أعمدة فنقلوها إلى هذه البيعة. وعاد بقية أهل المدينة إلى الإيمان بالسيد المسيح. أمَّا العذراء فابتهجت بما تم. ثم تنيَّحت في ذلك الدير وسط العذارى.
صلاتها تكون معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين. | |
|