الانبا باخوميوس ...."الحكيم والبحر "............

كانت يد الأنبا باخوميوس تحكم الرباط حول عينى الطفل بيشوى وتتأكد من أحكامه دون أن يفوته التأكد من سلامة تنفس الطفل وألا يضغط الرباط على أنفه، أغمضت عينى مع بيشوى سارحا مع ترانيم المعلم ابراهيم عياد وكوراله ,فإذا بى ارى إيزيس تطوف الوادى لتجمع أشلاء أوزوريس غير عابئة بمطاردات ست ,ألتفت لأرى يدا تنتشل سيدنا يوسف من غيابة الجب ,والتفت لأرى يد
امرأة فرعون تنتشل سيدنا موسى طفلا من اليم ,والتفت لأرى العذراء تفر بيسوع المسيح وتعبر تيه سيناء وتصل الى وادى النيل ,والتفت لأرى اللواء فؤاد عزيز غالى يلبس درعا وخوذه ويمتطى جوادا وفى يده حربه يسددها الى تنين له ثلاثة رؤوس ويعبر قناة السويس ويحرر مدينة القنطرة غرب ثم يميل ضاحكا على دعابة الضابط السكندرى جلال عامر , والتفت لأرى صياد أرنست
همنجواى العجوز يصارع انواء البحر فى قاربه الصغير وقد تقطعت كفيه من شد ومقاومة السمكة التى يصارعها عليها قروش البحر ويضرب العجوز بمجدافه القروش تارة ويجدف تارة أخرى مصرا على نيل السمكه والعودة الى كوخه.

,استفقت من غفوتى على صياح وتصفيق ورأيت بيشوى وقد زالت العصابة عن عينيه ينظر فى براءة الى الأنبا باخوميوس وهو يرفع ورقة مكتوب عليها "البابا تادروس "تأملت وجه الحكيم المصرى باخوميوس فوجدته متهللا فرحا وقد انزاح عن كاهله هما ثقيلا ,استرجعت حال الكنيسة القبطية بعد تنيح البابا شنودة صاحب الكاريزما الطاغية ,وما يحيطها من أنواء وأعاصير وظروف أستثنائيه
تمر بها مصر ,واستعدت قلقى وقلق ملايين المصريين ,لم أكن اعرف نيافة الأنبا باخوميوس قبل ذلك ولا سمعت عنه ,لكنى مؤمن دائما بأن بلادى ولاده ,وأنها تكشف عن جواهرها ودررها خصوصا فى اوقات المحن ,ولم يخذلنى الربان الحكيم الانبا باخوميوس وهو يقود السفينة مجابها أنواء وعواصف ويصل الى بر الأمان .لتكسب مصر بابا جديد وتكتشف حكيما الصدفة التاريخيه جعلت مصر كلها تمر بمرحلة انتقاليه بحكم ثورة يناير وفى نفس الوقت مرت الكنيسة المصرية التى هى جزء من الوطن وبحكم القدر بمرحلة انتقاليه مركبه وصعبه ,والمقارنة هنا مشروعه بين من قاد الوطن فى مرحلته الانتقالية ومن قاد الكنيسة وأن كانت ظروفه أصعب , ونتيجة الادارة أيضا بالتالى هى محل مقارنه بين ما أصبح عليه الوطن وما أصبحت عليه الكنيسة ,مبروك لجزء من الوطن مبروك للكنيسة ,والدعاء الى الله ان يتعافى الوطن ويعبر مرحلته ألانتقاليه