في خضم تخبط العدالة في عصر اللاعدالة، و نصب اللصوص و القتلة لميزان العدالة، ساد الظلم و حكم طغاة النذالة، إشتروا ضمائر دول تغنت طويلاً بالحق دون تعاطف مع الباطل أو للقوة إنحنت أو إستمالت.
لأول مرة في التاريخ، العربة تجر الكلاب، و العبيد تأمر الأسياد لغزو البلاد و استعباد العباد، لأول مرة في التاريخ تفتح أبواب السجون للمجرمين و لكل ذي عاهة أو مجنون للجهاد في سبيل الله ضد وطن حتى كلابه كان لهؤلاء و لسجّانيّهم أسياد.
لأول مرة في التاريخ، خان العالم التاريخ، تأمروا على دولة و نشروا فيها الفوضة الخلاقة، و جعلوا للذئاب فوق ترابها صولة، حاصروا شعب، قتلوا طفل و هتكوا عرض طفلة! طعنوا شيخ على غفلة و خافوا من شيخة أن تحمل بارودة و تعتلي صهوة جوادها و يكون لها في الحق جولة.
لأول مرة في التاريخ، جار يسخر داره و دياره للإنتحار، يستقبل في بيته الثعلب و الأرنب و الذئب وهو أغبى من الحمار، فيدهسون الأطفال الصغار و يغرقون في الفجور و هتك أعراض القاصرات و يحرقون قلوبهن و قلوب الوالدين بزواج متعة أو محتشمات وهبن أنفسهن للمجاهدين بأوامر ربهم الماكر الجبار!
لأول مرة في التاريخ، كل المنابر العربية و المنظمات الدولية و كل دول داعية الحريات و الديمقراطية الشيطانية، تسير في مواكب السفلة من سادة النفط و تجار الدين بعد أن باعوا أعراضهم بحفنة دينار ليتقربوا من رب العالمين.
لأول مرة في التاريخ خانوا التاريخ بعد أن تباهوا بالصعود الى القمر و المشي فوق أرض المريخ، فساروا في ركب رعاة الجِمال ليدينوا معا كل الشرفاء من الآدميين و قتل الأحرار الميامين!
لأول مرة في التاريخ، تكالبت على سورية كل قوى الشر من الشرق و الغرب، و من الشمال و الجنوب، فقطعوا شرايين الحياة، نشرو الخوف و الذعر في قلوب الشعب الآمن و هددوه بالفناء حتى الممات، دمروا حضارته و دكوا بناه التحتية و اقتلعوا آثار التأريخ بطرقٍ بربرية و بسنن شرعية.
لأول مرة في التاريخ، تنتصب قامة وطن رغم تكالب كل الدول رغم خيانة الجار و رغم الضربات و قسوة المحن.
لأول مرة في التاريخ يحيى الوطن رغم الطعنات المؤلمة من أولاد الدجل و باعة الجلود و السمن و من غدرِ جارٍ فاحت رائحة خيانته بدولار مصدري النتن و العفن. لأول مرة في التاريخ يولد وطن و ينهض كماردٍ رغم الجراح و يهتف عاش الوطن، يحيى الوطن و يعلن للعالم شعار الأمان و الأمن فيعود السلام لبلد السلام و ينتحر الباطل و تنقل الرياح رفاته المدنس بالدماء البريئة و ترميه في وادي الخيانة و القتل.
لأول مرة في التاريخ، ينتفض التاريخ و يدّون بأمانة حكاية وطن غزته الوحوش باسم العدالة الأرضية و شريعة رب هذا العالم، يدون التاريخ للتأريخ حكاية نصر وطن على كل الأمم، على جيوش دول تاجرت بدماء الشعوب الآمنة التي أنتصرت رغم المؤمرات و بالرغم من كل المحن.
حكم التاريخ على أعداء التاريخ و دون أسماء الخونة من العربان و من المتاجرين في بلاد الشام في سجلاته السوداء و سوف تتناقل أخبار نهايتهم الوخيمة الى كل الأمصار و سيذكرهم التاريخ للأجيال القادمة كلما وقعت خيانة أو أرتكبت نذالة أو ساد دستور يستعبد العباد باسم رب العباد و تسود بمواده الوحوش و الذئاب!
عاش الوطن، يحيى الوطن و هو يحن لنا و نحن له نحن!