محمد سليمان
ما هذه القذارة التى ينثرها أتباع الإخوان والسلفيين حول أنفسهم فى كل مكان؟ إن بذاءة ألفاظهم لا يضاهيها إلا قذارة اعتصاماتهم التى أصبحت تؤذى كل حواس النظر والسمع والشم.
إن مشهد الخيام المتسخة التى مازالت تحاصر المبنى المهيب للمحكمة الدستورية العليا أصبح مثار تقزز كل سكان الأحياء المجاورة، الذين يمرون عليه يومياً ويلاحظون كيف يزداد المكان اتساخاً مع كل يوم جديد. ما هذه الهمجية والتخلف اللذان لا يضاهيهما إلا موقع الاعتصام أمام مدينة الإنتاج الإعلامى؟!
لقد تعلمنا أن النظافة من الإيمان، فما بال هؤلاء الذين يتدنى إيمانهم إلى هذا الحد الذى يجعلهم يقيمون أياماً متصلة فى ظروف قد تنفر منها الحيوانات؟!
إن الهرج والمرج الذى استمر طوال الأيام الأولى لموقع اعتصام أتباع الشيخ حازم أبوإسماعيل قد زادت عليه تلك ال**** القبيحة، التى أقامها لهم فى الطريق العام بدون ترخيص وبالمخالفة لكل القوانين واللوائح.
هل من حق أى شخص أن يأتى بسيارات النقل المحملة بالطوب الأحمر وبشكائر الأسمنت ويقوم ببناء **** هكذا فى الهواء الطلق بدون الرجوع للجهات المعنية والحصول على التصاريح الواجبة؟ ما هذه البلطجة وكيف يترك هؤلاء يفعلون ما يريدون وكأنهم أصحاب البلد يفعلون به ما يحلو لهم دون الرجوع لأحد ودون مراجعة من أى جهة؟!
لقد كنا نشكو مما آل إليه ميدان التحرير بعد أن غادره الثوار الذين كنسوا الأرصفة خلفهم واحتله بعدهم الباعة الجائلون، وقد وجدنا السلطات تتدخل على الفور وتخلى الميدان من القذارة التى خلفوها، فما بال السلطات تسكت هذه المرة على ما يحدث على كورنيش المعادى وأمام مدينة الإنتاج الإعلامى، التى تقدم لنا صورة صادقة عما يمكن لهؤلاء أن يحيلوا إليه البلاد من تخلف وقبح وقذارة، لو أن الأمر كان بيدهم؟!
لقد نحروا الذبائح وأكلوها حيث يعتصمون ثم أقاموا بعدها تلك ال**** البدائية القبيحة التى جعلت شباب الثورة يطلقون عليهم على «فيس بوك» اسم «حاذقون» بدلاً من «حازمون»، بينما وصمهم آخرون باسم «شخاخون»، فما هذا الذى وصلنا إليه؟ وهل قامت مصر بثورة ضحت فيها بدماء أبنائها الزكية من أجل هذه البلطجة والهمجية والتخلف والقبح والقذارة؟!
إن أشد ما يؤلم الإنسان أن يرتكب كل ذلك باسم الدين الذى حث على التحضر والرقى وعلى النظافة والجمال