محمد بديع.. سنسجنك.. هذا ليس تهديدًا.. هذا وعد

هكذا تحدث محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خلال تعقيبه على مقتل ثمانية مصريين أمام الاتحادية ثم اقتحام مقر الجماعة بالمقطم.

أنت في السلطة.. انزل الى اعتصام المعارضين لفضه، مزق خيمهم، ضع يديك على فم من يهتف ضدك، اضرب من يصور، اسحل من يقاوم، عذب من يقاتلك..

وعندما يحتشدون للتصدى لك، اشتبك معهم بالحجارة والمولوتوف وعندما يسقط شهداء وضحايا من الطرفين ويكسرون مقرك ولول: نحن مظلومون دائما وتساءل عن ذنب نباتات مكتب الإرشاد.

(2)

«ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»

هكذا كتب حسن البنا عام 1948 في بيان رسمي تعقيبا على تورط أفراد جماعته في دماء مسلمين.

كان هذا منذ 64 عاما.. والآن يرى المتحدث الرسمى باسم الإخوان أن استشهاد شباب الإخوان فيه فائدة كبيرة.

عفوا .. لماذا هناك فائدة كبيرة في دماء مسلمين وثقوا في مكتب إرشادك؟

ويواصل المتحدث الرسمى: «لا نستطيع أن نشرح تفاصيلها الآن كاملة ولا يمكن أن نبوح بها بأي شكل من الأشكال حرصًا على سلامة الوطن»

الدم مفيد.. هذا هو الدرس الذى استفاده قيادات الإرشاد من محاولتهم فض اعتصام.. ربما يرسلون قريبا مليونية مؤيدة فى نفس مكان مليونية معارضة لتتحقق فائدة أكبر لن نعرفها أبدا.

اتلُ آيات القرآن يا بديع.. صلِّ الفجر يا بديع.. تحدث عن أخلاق يا بديع.. ولكن عندما تغمض عينيك ليلا سترى دماء ستة مسلمين وثقوا بك فتناثرت جمجمتهم عندما أرسلتهم للاشتباك بمسلمين آخرين.

ابك حزنا على شهداء فضيلة المرشد.. وتحدث عن سحرة فرعون ثم استعد ليتعلق محمد السنوسي وكرم جرجيوس في رقبتك يوم القيامة بعدما قتلهما من أرسلتهم.

أفسد علينا اعتصامنا.. ونفسد عليك آخرتك.. فكلنا خالد سعيد وكلكم محمود غزلان.

«مَنْ قَتَلَ نَفْسا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فساد في الأرض فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعا».

(3)

أنت لا تعرف من نحن..

فأستاذ الطب البيطري تعامل مع الخراف أكثر مما تعامل مع البشر، البشر سيادة المرشد لا يتجمعون بتكليف ولا ينصرفون بتكليف.. البشر يتجمعون من أجل كرامة فتاة ضربت من أخ مسلم على وجهها.

هناك مصريون لا تعرفهم حرقوا ثلث أقسام مصر يوم 28 ثم صمدوا أسبوعا في اشتباكات أمام الداخلية في محمد محمود، تقول الآن إنهم مأجورون لأنك لا تعرفهم.. لا يهم معرفتك بهم.. المهم أنهم يعرفون جيدا من يقتل ويعرفون تماما كيف يصمدون أمامه.

(4)

«ليس أشد إفسادًا للفطرة من الذل الذي ينشئه الطغيان الطويل، فترى أخلاق العبيد .. استخزاء تحت سوط الجلاد، وتمردًا حين يرفع عنها السوط»

هكذا كتب سيد قطب فى ظلال القرآن، محمد بديع عبد المجيد سجن عام 1965 مع سيد قطب، ويبدو أن بديع يريد إثبات صحة أفكار قطب عن اكتساب المضطهد أخلاق العبيد..

أخت زوجة المرشد اعتدي عليها بسفالة يوم مظاهرة أسيوط يوم 26 يناير2011 تحت إشراف مدير أمن أسيوط.

ماذا فعل الإخوان عندما تسلموا الرئاسة.. رقوه لمنصب وزير الداخلية.

من كان يرتعش عندما يسمع عن اشتباكات محمد محمود ويتحدث عن حقن الدماء قرر اليوم أن يلغى الدولة ويحمى منشآت الوطن بتنظيمه ويواجه من كانوا رفقاء الميدان فى الشارع بعدما قرر أنهم متآمرون ومأجورون وفلول.

عندما كان حذاء مبارك يدهس أعضاء التنظيم كان بديع يقول إن حسنى مبارك أب لكل المصريين والآن يستعرض التنظيم عدده بعدما يفض اعتصام معارضين وأنصاره يهتفون «قوة عزيمة إيمان .. مرسي بيضرب في المليان».

في الحديث «لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم» .. وبالمناسبة عزيزي المرشد.. الكعبه أهم من أسوار الاتحادية التى تقولون إنكم كنتم تدافعون عنها.

(5)

عزيزي بديع:

تتصور أن بإمكانك فض اعتصام معارض.. تتصور أن تنظيمك سيكون بديلا عن داخلية لا تسيطرون عليها وسيفض اعتصامات معارضيكم بدلا منها.. فهل بلغك حديث من فض اعتصام 19 نوفمبر 2011؟

من دفعوا 52 شهيدا في محمد محمود لينتزعوا حق الاعتصام السلمى أمام الشرطة لن يسمحوا لقطعان تسمع وتطيع أن تسرق ما انتزعوه بدمائهم..

عندما تجتمع مع رواد دار المسنين بالمقطم وتقرروا فض اعتصام آخر أو سحل معارضين يكتبون ما يسوؤكم على جدران منشأة.. أنصحك بأن تفكر قبلها..

فكر قبل أن تضطر أن تسأل نفسك عندما يمر بجوارك مصري فقد عينيه.. هل هو صالح عبود الذي أصيب باشتباكات الاتحادية بعدما ألقى من أرسلتهم الحجارة عليه..

فكر عندما يمر وراءك مصري من أن تتلفت وراءك خوفا من أن يكون شقيق الحسينى أبو ضيف الذى يرقد في غيبوبة بعدما أرسلت من يشتبكون معه في الاتحادية.

فكر في رعبك عندما ترى فتاة شوه وجهها ذعرا من أن تكون أصيبت في اشتباكات التحرير في سبتمبر 2012 عندما قررتم النزول للمعارضين في نفس مكان ويوم تجمعهم في التحرير.

أرسل أنصارك ليفضوا اعتصاما.. كررها وأرسلهم.. وسيرسلك الأحياء منا الى سجن تستحقه وسيرسلك الأموات منا الى جحيم تستحقه..

كررها في اجتماع إرشاد قادم ونعدكم بأن اجتماعكم التالى سيكون في السجن.

هذا ليس تهديدا.. هذا وعد.