القرضاوي: احتفال المسلمين بالكريسماس "حرام" .. "في أي مجتمع نحن؟ هل نحن في مجتمع مسلم أم في مجتمع نص
القرضاوي: احتفال المسلمين بالكريسماس "حرام"
الدوحة-
انتقد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين، ما يجري من استعدادات في العواصم العربية والإسلامية للاحتفال
بما يسمى عيد الميلاد (الكريسماس)، مؤكدا أن الاحتفال بأعياد غير إسلامية
"حرام ويعني تنازل الأمة عن شخصيتها الإسلامية"، داعيا المسلمين للحرص على
تميزهم في أعيادهم وتقاليدهم. وقال الشيخ القرضاوي
خلال خطبة الجمعة 11-12-2009 بجامع عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة
إن: "احتفال المسلمين بما يسمى عيد الميلاد حرام وعيب ولا يليق"، متسائلا
بنبرة يملؤها الحزن والحسرة: "في أي مجتمع نحن؟ هل نحن في مجتمع مسلم أم
في مجتمع نصراني؟".
كما
هاجم المحلات التجارية التي تعرض ما يسمي "شجرة الميلاد" بارتفاع عدة
أمتار في بعض شوارع العواصم الإسلامية، وطالب هولاء التجار بأن يمتنعوا عن
عرضها والإعلان عنها، وخاطبهم قائلا: "لماذا تظهرون الاحتفال بدين غير
دينكم في الوقت الذي يجور فيه أتباع المسيحية علينا ويمنعوننا من بناء
مآذن جميلة الصورة والمعمار في المساجد"، في إشارة إلى الحظر السويسري
لبناء المآذن.
وشدد على
أن المبالغة في عرض السلع الخاصة بأعياد الميلاد تفقد المجتمعات المسلمة
هويتها، مبديا أسفه لانتشار مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد في الدول
العربية الإسلامية، في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات في أوروبا لمنع
إقامة المآذن، وقال: "حرموا علينا بناء المآذن ويوشكون أن يحرموا بناء
المساجد ونحن نشاركهم الاحتفالات بأعياد الكريسماس".
"مفارقة"
ولفت
الشيخ القرضاوي إلى المفارقة التي تحدث حاليا، "ففي حين يعجر ملايين
المسلمين في أوروبا وأمريكا عن الاحتفال بشهر رمضان والأعياد الإسلامية
وسط العواصم الغربية، نرى غير المسلمين يحتفلون بأعيادهم ومناسباتهم بشكل
ظاهر للعيان في الجزيرة العربية ومختلف العواصم العربية الإسلامية"، وقال
إن: "المسلمين احتفلوا قبل أيام بعيد الأضحى ولم نر مظاهر للعيد في محلات
المسلمين هناك".
وحول
حقيقة تاريخ عيد الميلاد قال القرضاوي: "عيد الميلاد اختلف المسيحيون في
موعده وانقسموا إلى فريقين، الأول يقول إنه يوم 25 ديسمبر، والثاني يؤكد
أنه 7 يناير"، وأشار إلى أن الطرفين على خطأ؛ لأن مولد المسيح (عليه
السلام) لم يكن في الشتاء، مستدلا بقوله الله عز وجل: "وَهُزِّي إِلَيْكِ
بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا"، وتساءل: هل
يوجد نخل في الشتاء يسقط رطبا؟!
وأبدى
العلامة القرضاوي استغرابه من هرولة الكثير من المسلمين للاحتفال بميلاد
المسيح، في حين يتجاهلون الاحتفال بمولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)،
قائلا بنبرة يملؤها التعجب إن بعض بلاد المسلمين "لا يحتفلون بمولد النبي
محمد (صلى الله عليه وسلم) ويعتبرون الاحتفال بدعة، فكيف يسارع أهلها
للاحتفال بالكريسماس؟!".
أوباما ونوبل
وحول
حصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما على جائز نوبل للسلام رغم أن بلاده
تخوض منذ سنوات حربا لا يبدو لها نهاية، هاجم الشيخ القرضاوي الأكاديمية
السويدية التي منحت جائزة نوبل للسلام لأوباما، قائلا باستغراب: "ما الذي
حققه السيد أوباما حتى يستحق تلك الجائزة".
وتابع:
"الرئيس الأمريكي لم يحقق سلاما في العراق ولا في أفغانستان ولا في
الصومال ولا في فلسطين"، وذكر أن أوباما عجز عن إلزام إسرائيل بإيقاف
الاستيطان مؤقتا في فلسطين.
وأضاف
أن: "الدماء مازالت تسيل في العراق وأفغانستان تحت سمع وبصر الجيوش
الأمريكية، والعالم مازال في حرب فلماذا يحصل أوباما على جائزة نوبل
للسلام؟ إن أصابع أمريكا ليست بريئة من سفك الدماء في باكستان واليمن
والسودان".
وتخوض
الولايات المتحدة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 حربا ضد الإرهاب
قادتها لغزو أفغانستان بعد أشهر من تلك الهجمات، والعراق في مارس 2003،
واحتلالهما وما تبع ذلك من سقوط آلاف القتلى برصاص القوات الأمريكية، فضلا
عن شن غارات عديدة على مناطق من العالمين العربي والإسلامي بحجة مكافحة
الإرهاب وتوجيه ضربات استباقية لإجهاض أي عمليات ضد الولايات المتحدة،
الأمر الذي أدى لسقوط مئات المدنيين في تلك الغارات التي غالبا ما تخطئ
هدفها.