كتب: عزت عزيز - خاص الأقباط متحدونقامت قوات الشرطة بوضع حراسة على سرايا "آل مسعود" بقرية التمساحية، مركز القوصية، محافظة أسيوط، بسبب قيام المواطن حنا شحاتة مسعود، وهو أحد أبناء العائلة، بدهان حوائط السرايا، وإجراء بعض الترميمات عليها، والتي مر على بنائها أكثر من ثمانين عامًا، وذلك بعد ما أشاع البعض أنها ستُحول إلى كنيسة!!..
وتبلغ مساحة هذه السرايا أكثر من
1300 مترًا مربعًا تقريبًا، وهي عبارة عن أربعة غرف، تحيط بها حديقة كبيرة، وتعتبر عائلة "آل مسعود" من أعرق عائلات قرية "التمساحية"، ومعروفٌ للجميع أن هناك نزاعًا دائرًا بين هذه العائلة، وإحدى العائلات المسلمة بالقرية، حيث قامت العائلة المسلمة بوضع يدها على مساحة تقرب من أربعة أفدنة مملوكة لعائلة "آل مسعود" منذ خمس سنوات مضت.
وعلى صعيدٍ آخر، فقد منعت الشرطة المواطن "إبرام عبد الفادي" والمقيم بنفس القرية، من هدم منزله، وإعادة بنائه، بحُجة وجوده بالقرب من كنيسة "الشهيد العظيم الأمير تاوضروس المشرقي بالتمساحية".
يُذكر أن قرية التمساحية تتبع مركز القوصية، وتبعد عنه بثمانية كيلو مترات تقريبًا، ويبلغ عدد سكانها أربعة عشر ألف مواطن، ويتعدي عدد مسيحي القرية ثلث سكانها، ويوجد بها كنيسة واحدة باسم "القديس الشهيد الأمير تاوضروس المشرقي"، في حين يوجد بالقرية ثمانية مساجد، والغريب في الأمر هنا هو أن أربعة من هذه المساجد تم إنشاؤها بأموال بعض الأسر الكويتية الشهيرة التي تقوم بإرسال أموال للعديد من أهالي القرى لإنشاء مساجد في مختلف ربوع مصر.
جديرٌ بالذكر أيضًا أنه حدث في يوم الإثنين الموافق 3 مارس 1997، أن استدعى مركز شرطة القوصية كاهن كنيسة القديس الأمير تاوضروس المشرقي بالقرية للتحقيق في شكوى تلقاها الأمن من بعض أهالي القرية يطلبون فيها إنزال الصليب المرفوع فوق منارة الكنيسة بعد أن اكتمل ترميمها!!، وبعد أخذ أقوال الطرفين، تم تحرير محضر بأقوال الطرفين - حيث قرر المشتكون أن الصليب الذي يعلو منارة الكنيسة يتجاوز بارتفاعه مئذنة مسجد مجاور له يقل ارتفاعها عنه - ورد كاهن الكنيسة بأن الكنيسة هي الوحيدة بالقرية وتخدم أكثر من ثلث سكانها من الأقباط المسيحيين، وقد بنيت على أطلال الكنيسة القديمة التي سبقتها كنائس أقدم من عهود سحيقة، وقد صدر بترميمها الأخير قرار من الرئيس محمد حسني مبارك بصفته رئيس الجمهورية، كما أن بجوار الكنيسة ستة مساجد، وقدم كاهن الكنيسة المستندات والرسوم الخاصة ببناء وترميم الكنيسة التي تتضمن وضع الصليب فوق المنارة، وثبت من هذه المستندات صحة وضع الصليب وارتفاعه فوق مبنى الكنيسة، وفي نهاية المحضر، طلب ضابط الشرطة من كاهن الكنيسة إنزال الصليب من أعلى المنارة ترضية للساكنين، فرد الكاهن بأنه لا يستطيع إنزال الصليب، وتمسك ببقائه في موضعه المبين بالرسوم الهندسية المعتمدة، والصادر بها القرار الجمهوري.
يُذكر أيضًا أن نفس القرية قد شهدت أحداثًا مؤسفة في السابع من مارس 1997، وهو الموافق ليوم الجمعة، وذلك بعد أن ألقى خطيب أحد مساجد القرية خُطبة الجمعة، وحث فيها الأهالي بالمسجد على إنزال الصليب من فوق منارة الكنيسة، وعقب الصلاة، فوجئ الأقباط المحيطون بالكنيسة بجموع غفيرة من الخارجين من المسجد، ومعهم كثير من الغوغاء في مظاهرة صاخبة يهاجمون كنيستهم وبيوتهم ويقذفونها من الخارج بالطوب، واستمر الهجوم أكثر من ساعة دون أن يعترض طريقهم أحد من رجال الأمن، وأسفر ذلك الهجوم الغوغائي عن تحطيم زجاج إحدى نوافذ الكنيسة وزجاج نوافذ عدد من بيوت الأقباط ومتاجرهم وإتلاف بعض محتوياتها، ونهب البعض الآخر.
وتتميز قرية "التمساحية" بأن عددًا كبيرًا من أبنائها يشغلون مراكز مرموقة في القضاء والشرطة والمحاماة والطب.